|
الجزيرة - المحليات:
أكد أكاديمي متخصص من واقع دراسات اطلع عليها أن هناك نقصاً واضحاً جداً في شخصية الشباب السعودي من ناحية الجدية في السمات، وتنظيم الوقت، وتحمل المسؤولية، وقصور في التنمية الراقية بالقدرات والتعبير عن الذات، والإهمال في الجانب الصحي، وعدم احترام اللوائح والأنظمة، ونقص في الاستقلال في التفكير بينما يمتاز بحسن المظهر وحب معاونة الآخرين والالتزام بالقيم الدينية العامة وهي قيم الأسرة.
جاء ذلك في محاضرة ألقاها سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم بن عبدالرحمن العواد عضو مجلس الشورى بعنوان: (الشباب السعودي إلى أين؟) استضافها (منتدى العُمري)، بمقره بحي الفلاح شمال مدينة الرياض، وقال: إن دراسة حديثة على الشباب السعودي أجراها مركز الأبحاث بجامعة الملك سعود حول مراعاة آداب السلوك العام ومراعاة ظروف الآخرين وسمات مختلفة بما فيها المظهر تفيد أن الشباب السعودي لهم دور طيب في الخارج، وفي المحافظة على القيم الدينية، حيث إنهم يدعون إلى الإسلام، ويمارسون بعض القيم الموجودة، فأسلم الكثير على أيديهم.
وأبان سعادته أنه لوحظ مؤخراً حركة كبيرة جداً لمنظمات ما يسمى بالمجتمع المدني تدور في المنطقة وبعضهم يفتح فروعاً قريبة من المملكة العربية السعودية وبعضهم يستقطب شباباً ويرصدهم في برامج عن التغيير ومؤسسات لها علاقة بالتغير، وهذه المؤسسات تدور حول المنطقة وتركيزها على الشباب وعلى المرأة، ومازالت قيم الأسرة عاملاً مهماً جداً في هذا الشأن.
ولفت الدكتور العواد النظر إلى أن الإحصائيات التي تصدر دائماً تؤكد أن السعوديين من أكثر الناس تعاملاً مع تويتر في العالم العربي، أما في الفيس بوك فهم في الترتيب الثاني عربياً بعد مصر، وبالنسبة لليوتيوب فهم من أوائل دول العالم في استخدامها، مشيراً إلى أن مؤشرات ذلك تفيد بتأخر سن الزواج وبروز ظاهرة الصداقات.
وقال عضو مجلس الشورى: إن الإعلام يؤثر في موضوع الشباب بالسلب أكثر منه بالإيجاب حتى في الرسمي منه، وليس موجوداً في دائرته في تقديري موضوع الشباب ولقد وجدنا شبابنا يبحثون عن آراء خارج محيط البلد وفتواهم وآرائهم في كثير من القضايا حتى الشرعية منها تجد أنهم يتلمسونها في الفضائيات ومن مواقع الإنترنت فتجد أنه يوجد فعلاً تناقض في هذا الجانب، والإعلام الحديث هو الفيصل في الموضوع، وهو أكبر مؤثر ومن يشكل هذه العقلية.
وبين سعادته أن الشباب متهم بأنه لا يحترم الأنظمة لكن إذا طبقت يحترمها، فالإشكال ليس في الشباب لكن فيمن هو معني بالشباب، مؤكداً أنه مازالت المؤسسات الدينية الرسمية طريقتها تقليدية في التعامل مع الشباب، وقال: إن له توصية في مجلس الشورى موجهة لدار الإفتاء تولي موضوع الشباب ببرامج خاصة وطريقة معينة ودراسات لخطبة الجمعة تحتاج للتطوير، والخطاب الديني يحتاج لتطوير لفهم الشباب وإدراكهم وطريقة الخطاب معهم.
وتطرق الدكتور العواد في محاضرته إلى موضوع المرأة، فقال: إن موضوع المرأة أكثر خطورة، وإن هناك تحت الرماد ما ينخر في هذا المبنى في موضوع الفتاة في كل أبعادها، فمسألة ترفيه الفتاة، ومسألة طريقة تفكيرها وشخصيتها، وإشادتها في المجتمع، فجودة التعليم عن الفتاة أكثر، مبيناً أن من المعوقات في عدم جودة التعليم للفتاة عدم توافر أماكن الترفيه المناسبة لهن في الرياضة وفي كل شيء.
وشدد سعادته على أن من أهم مطالب الشباب التقدير والاحترام، مشيراً إلى أن كثيراً من الشباب يعتقد أن المجتمع لا يثق به (البيت، المدرسة)، ويتطلعون أن تكون لهم مشاركة في الحياة العامة وإدارة التنمية والعمل التطوعي، وأن تتحقق رغباتهم في التخصصات الجامعية، مبيناً سعادته أن موقف الشباب مع الربيع العربي بالجملة هو إيمانهم بالانتماء للدولة وللأسرة الحاكمة.
ونبه عضو مجلس الشورى إلى أن من الأمور التي تقلق الشباب هو مسألة التعليم وكلفة الحياة والمعيشة، ومشاركته في الحياة العامة فلابد أن تستوعبهم قيم الأسرة، ومن سمة الشباب أنه راغب في التغيير، ومشاركة الشباب في القرارات الاجتماعية تكاد تكون منعدمة فهم يريدون المشاركة وأنا أميل في التوسع في العمل التطوعي للشباب في العمل غير الحكومي وفي النشاطات الاجتماعية، فإذا لم نحقق غايات الشباب وتطلعاته وإذا زاد التشدد وربما يدفع الشباب للانفلات وإذا قوي الفكر الوافد مع ضغط في المقاومة والتناقض قد يقوي الفكر الوافد وربما يؤثر هذا، والسيناريو الآخر هو الانفتاح الواعي فإذا استوعبنا الشباب وإذا لبيت متطلباتهم وطموحاتهم وإذا أعيد بناء الشخصية السعودية بتكوين برامج عمل في بناء الشخصية وبالذات الشاب في الأسرة والتعليم والمؤسسات الرسمية.
وأكد أن أهم توصية في موضوع الشباب هو أن نتوسع في برامج استيعاب الشباب، ونفتح الحوار مع الشباب أكثر، ونصبر عليهم بأخطائهم، ويجب أن يكون عندنا النفسية المنفتحة مع الشباب، ونقبلهم بكل أخطائهم، ونتعامل معهم بالواقعية، وأن لا نأخذ المثاليات الزائدة التي تخسرنا من عيالنا، والذي يبالغ في المثاليات يخسر عياله ويخسر مجتمعه.
وكشف الدكتور العواد عضو مجلس الشورى أن الشباب هم من تكون أعمارهم ما بين 15 - 25 سنة، ولكن لحالة العرض ولحالة الحديث ولحالة الملف المطروح فأنا أميل إلى أنهم يعني كل من هو أكثر من 15 سنة وأقل من 35 سنة هؤلاء يشكلون في المجتمع السعودي 6 ملايين فرد، وزيادة على ذلك طبعاً ذكوراً وإناثاً مما يشكل 38% من السكان السعوديين، وقال: تعليماً عندنا 4 ملايين ممن يتلقون التعليم وهم ما بين 15 - 25 سنة، ويتخرج كل سنة من الثانوية العامة 350 ألف طالب وطالبة سنوياً وهؤلاء يضخون في هذا العالم المعقد.
وأاختتم الدكتور العواد محاضرته، سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يحفظ أبناءنا وشبابنا وفتياتنا، وأن يحفظ علينا بلادنا وأن يجعلنا وإياكم ممن يضيف لبنة إلى الخير الذي إن شاء الله نتطلع إليه ونجد مجتمعنا في حال أحسن.