مع كل اختبار تشتعل قضية المخدرات من جديد، رغم محاربة أجهزتنا لها إلا أنها تزداد سنوياً، ويذكر الأستاذ عبدالإله الشريف مساعد مدير عام مكافحة المخدرات: (أن المملكة مستهدفة من خلال عمليات الضبطيات من خلال الزيادة في عدد القضايا العام المنصرم، المؤشرات الإحصائية تشير إلى ضبط أكثر من (43) ألف متهم والقضايا زادت على (35) ألف قضية, ضبطيات (الكبتاجون) وصلت (67) مليون حبة، و(23) طناً من الحشيش، بزيادة (3) أطنان عن العام الماضي) انتهى. جريدة الجزيرة يوم أول أمس السبت.
هذه مؤشرات من جهة رسمية تفيد بزيادة حالات الترويج وسعة الانتشار، فقد تحولت إلى تجارة تستهدف الطلاب في مرحلة التعليم العام والجامعي.
حبوب (الكبتاجون) تأخرنا كثيراً في محاربتها وتصنيفها كأخطر أنواع المخدرات، ومازال الإعلام يطلق عليها تسميات توحي بالتبسيط والتقليل من شأنها، رغم أنها أخطر أنواع المخدرات التي تؤدي إلى الأمراض النفسية والعقلية، فالإعلام يطلق عليها أسماء: المنشطات، وحبوب المذاكرة، وحبوب الطلاب وحبوب السهر..
فماذا فعلنا تجاه محاربتها من إجراءات تعليمية كونها تستهدف الطلاب: في المرحلة المتوسط، والثانوية، والسنة التحضيرية في الجامعة.. ومن دوافع انتشارها عدة عوامل ومنها:
أولاً: لائحة الاختبارات فقد أبقت اللائحة على رهبة الاختبارات في المرحلة المتوسطة، وفي المرحلة الثانوية، بل إن لائحة الاختبارات عدلت لتصبح سنوات الدراسة تراكمية في الثاني والثالث الثانوي، مما زاد من رهبة وفزع الاختبارات، وهذا يؤدي إلى اتجاه الطلاب للبحث عن وهم مساند في حبوب الكبتاجون.
ثانياً: يدرس الطالب تحت ضغط الحصول على معدلات مرتفعة للقبول في الجامعات، لذا يكون الطالب تحت ضغط كبير لجمع أكبر عدد من درجات الثانوية العامة، وإضافة إلى نتائج اختبارات القدرات والتحصيلية.
ثالثاً: الضغوط التي يتعرض لها طلاب السنة التحضيرية من أجل الحصول على أعلى الدرجات للتحصل على التخصصات التي يريدونها.
رابعاً: لائحة الاختيارات الجامعية التي تجعل الدرجات الكبرى في الاختبار النهائي تصل إلى (60) درجة من أصل (100) درجة والـ(40) درجة الأخرى توزع على البحوث والاختبارات القصيرة والانضباط، لذا تحتاج لائحة الاختبارات إلى تعديل مثل إلغاء الاختبارات النهائية وجعلها اختبارات قصيرة وبحوث.
وإعادة النظر في السنة التحضيرية التي تحولت إلى رعب جديد يضاف إلى الرهبة السابقة لاختبارات الثانوية العامة، وفك الاحتباس في الثانوية العامة بدلاً من جعلها معدلات تراكمية تضع الطالب في جو نفسي ضاغط، رغم أنها أي الثانوية العامة لا تشكل في معدل دخول الجامعات سوى 30%.
الأمر الأهم هو إعادة النظر في قبول الجامعات، فالدولة زادت في الجامعات ووصلت (32) جامعة، وعدد كبير من الكليات, واتسع انتشار الجامعات ليشمل المدن الكبيرة والمحافظات, وفتحت تخصصات علمية تناسب متطلبات سوق العمل, وهذا يساعد على تخفيف التوتر والانفعال واللجوء إلى المخدرات، فالبحث في الأسباب هي الطريقة للحلول، فالدراسات والتحقيقات قادت إلى أن المروجين يستهدفون طلاب التعليم العام والجامعات, وقد ارتبطت حبوب الكبتاجون بالطلاب، فلماذا لا نبدأ المعالجة من خلال لوائح وأنظمة التعليم؟!