|
الرس- أحمد الحمياني
تحيط بمنطقة القصيم عدداً من المواقع الأثرية الغنية بالقطع التاريخية ومنها موقع الربذة على طريق القصيم المدينة والذي يبعد عن المدينة المنورة 200 كيلومتر شرقاً، وتعتبر الربذة من أهم المواقع الإسلامية التي تم الكشف عنها في المملكة لموقعها المميز على طريق الحج الكوفي، ويعتبر المكان من المناطق الرعوية منذ أيام الخلافة الإسلامية حتى الدولة العباسية وتجمع المصادر على أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان أول من جعل الربذة حمىً لإبل الصدقة وخيل المسلمين وفيها بلدة متعددة الأحياء ذات تخطيط منظم، وأحياؤها محصنه بأسوار ويوجد فيها منطقة سكنية شيدت على هيئة قصور ومنازل ذات طراز معماري إسلامي، ويوجد بها مسجد جامع ومسجد آخر بقي منه بعض البنيان، وكذلك خزانات، ومستودع، وبرك ماء أشهرها (برك أم سليم) معروفة لدى أهالي المنطقة، ويتضح فيها براعة الصانع المحلي في مجال الهندسة المائية، ويوجد في الموقع كذلك مواد أثرية مهمة مثل القطع الفخارية، والخزفية، والأواني الزجاجية وأواني الحجر الصابوني، والمسارج والمكاييل، والصناعات المعدنية، والمشغولات العاجية والخشبية، وأكدت البحوث التي نفذها فريق بحث علمي في كلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود أن المعثورات المكتشفة والنقوش في الربذة توضح أن الاستيطان في الموقع منذ فترة صدر الإسلام ثم اتسع في العصر الأموي وازدهر في العصر العباسي الأول إلى أن هجر في أوائل القرن الرابع للهجرة، ويفتقد الموقع صيانة السياج الحديدي لبعض الأماكن الأثرية وكذلك اللوحات الإرشادية واستكمال التنقيب.