حقيقة لست أدري ما هو الهدف الحقيقي لاقتحام أعداد من الشباب لثلاثة أمكنة مهجورة هي مستشفى في عرقة في الرياض ومنزل مهجور في بريدة ومستشفى آخر في حفر الباطن، وما دام الشيء بالشيء يذكر وقبل الخوض في أهداف الشباب من وراء تلك الاقتحامات فإ ن المستشفى الأخير الذي يقع على شارع الستين في الحفر مبنى ضخم أقيم منذ أكثر من 22 شهراً ولكنه هجر لأسباب لا نعرفها ولكن الذي نعرفه أنه من الضروري جداً استغلال ذلك المبنى وتزويده بالأجهزة اللازمة للاستفادة منه سواء كان ذلك من قبل القطاع العام أو الخاص، لا أن يبقى هيكلاً إسمنتياً تصفر فيه الرياح وتأوي إليه الكلاب والقطط السائبة، أو يغدو مكاناً ملائماً للصوص والمطلوبين والمجرمبين!!
وعوداً على بدء أتساءل مثل غيري عن السبب الحقيقي لاقتحامات الشباب لهذه الأمكنة الثلاثة غير ما أشيع أنهم يريدون أن يروا أو يبحثوا عن الجن (!!) ولست أدري هل كان في نيتهم أن يقبضوا على الجن! أم أنهم يريدون طرده فقط (!!) ولكن أتذكر ما يلي؛ كان ذلك في النصف الثاني من عقد السبعينيات الميلادية، وفي صالة الاجتماع اليومي للتحرير وفي مبنى جريدة كويتية اعتاد رئيس تحريرها على المغامرات الصحفية وارتكاب الصعاب من أجل السبق الصحفي ليس إلا، وبمناسبة ذكر الاجتماع اليومي للتحرير الذي كان تقليداً رائعاً يناقش فيه المحررون بعضهم البعض فيما أنجزوا في اليوم الغائب ويناقشون أو يناقشهم رئيس التحرير فيما يجب من إنجاز جديد تحققه الجريدة، أي أن الجميع يساهمون في صنع نسخة الغد التي يجب أن تكون مختلفة عن سابقتها.
أقول لست أدري هل هذا التقليد الجميل لم يزل قائماً أم طوته صفحة الأيام كما تطوى الجريدة الورقية التي تخشى أن تطويها الأيام أيضاً لصالح الجريدة الإلكترونية (!!).
أقول في ذلك الاجتماع اليومي وقف رئيس التحرير على رأس الطاولة حاسر الرأس وبابتسامته العذبة قال: نريد بطلاً اليوم، صميدعي القلب، قوي الشكيمة، عظيم الثقة بالنفس يؤمن بالقدر خيره وشره ولا يهتم بعاقبة الأمور.. ثم صمت قليلاً فاتجهت كل أنظار الحضور إلى الزملاء محرري الجرائم والحوادث الذين يغطون جلسات المحاكم في المسائل المعقدة، فطأطأ الزملاء الرؤوس، ثم اتجهت أنظار الزملاء إلى محرري الشؤون الدينية الذين كانوا ينكسون رؤوسهم ويبسملون ويحوقلون ويطقطقون بمسابحهم، بعد ذلك حدق الزملاء بأوجه الزملاء المؤدلجين الثوريين الذين كان واحدهم يحطم الطاولة حينما يتحدث عن قوة (معتقده السياسي) الذي سيقلب الطاولة على العالم كله، يخلصه من الخرافات (الاجتماعية والسياسية) وينقله إلى عالم أفضل(!!) فوجدوهم ساهمين ينظرون إلى السقف، وكأن زملاءهم الباقين مجرد حشرات لا أكثر(!!).
***
تنحنح رئيس التحرير ثم قال بملء الفم أنا لا أريد أن أرسل أياً منكم إلى الحروب في القرن الإفريقي ولا إلى الحرب في الهند الصينية، أنا أريد أن (يبيت) أحدكم مع الجن(!!) ولو لليلة واحدة، ثم استطرد رئيس التحرير.
أتعرفون القصر المهجور الذي يقع في مدخل (السالمية) الذي يعتبر في أهم موقع عقاري وتجاري في البلد، لقد تحاشاه الجميع لإشاعة تقول إنه مسكون بالجن، لذلك أنا أريد محرراً يبين للناس أنه ليس كذلك، ونكمل لاحقاً.