فاصلة:
(المصابيح في اليدين أكثر تشريفاً من الخواتم)
- حكمة عالمية -
أداء الأقسام النسائية في الوزارات ملف ضخم يحوي كثيراً من الأسئلة المتعلّقة بثقافة المجتمع نحو المرأة وإيمانه بقدراتها قبل أن يجعلنا نقيّم أداء المرأة الوظيفي فيه.
قرار مجلس الوزراء رقم 120 وتاريخ 12-4-1425هـ بشأن زيادة فرص عمل المرأة أراد أن يدفع بها إلى مكانها الصحيح في تنمية المجتمع، لكن الواقع يشهد بأن معظم الأقسام النسائية هي مجرد واجهة؛ بمعنى أن رأس الهرم فيها لا تستطيع صنع قرار بدون العودة إلى أقسام الرجال، وهذا يتدخل في عملية تمكين المرأة وإعطائها حقها في المشاركة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتمكّن من اتخاذ القرار.
الكثير منا يشتكي من سوء خدمة الموظفات في الوزارات الحكومية، وكانسجام مع ثقافة المجتمع يتم تداول التبرير المتعلق بنوع الموظفة وليس إمكاناتها فيتردد أن النساء لا يصلحن للعمل وأنهن ينشغلن عن أداء العمل بالثرثرة والزينة وما إلى ذلك من تبريرات تندس بيننا، وبمرور الوقت وتداولها ترسخ صورة ذهنية نمطية خاطئة للمرأة السعودية العاملة، بما يشابه تداول الإعلام لصورة المرأة العاملة الغربية قبل أكثر من قرن.
في رأيي أن أساس المسألة متعلق بالرجل في مجتمع ذكوري فقد أراد أن يصنع من المرأة دمية صامتة دفع بها إلى العمل استجابة للقرار السياسي ولم يمكنها من التدريب والتأهيل حتى تستطيع أداء عملها بإتقان.
وإلا ما معنى أن توجد موظفات في وزارات لا يستطعن أن يؤدين خدمات بسيطة كالإجابة على أسئلة المراجعات أو حتى الرد على الهاتف وتقديم خدمات بسيطة.
من وظفهن بدون تدريب أو تأهيل؟ ولمصلحة من تبقى الموظفات متواضعات في الأداء الوظيفي؟
إذا كانت النساء في العمل يعملن لأنهن نساء ويُقيّم أداءهن الوظيفي كنساء فمن الأفضل أن يعدن إلى بيوتهن فما يقمن به لا يمثّل الاتجاه الصحيح في المشاركة التنموية ولا يمكن على المدى البعيد أن يحدث أثراً في تاريخ المرأة السعودية في التنمية.
تحية لكل امرأة سعودية عاملة تتقن عملها وتطالب بحقها من التدريب والتأهيل والتطوير لتعمل بإخلاص وليس لكي تكون ضمن القطيع.
nahedsb@hotmail.com