يحكى قديماً أن هناك (خانة) في بعض الوظائف يلزم تعبئتها من قبل (لجنة المقابلة) تُسمى (الشكل) أو المظهر الخارجي وعادة ما كانت توضع عبارة (الشكل مقبول)، وهي اليوم معمول بها ولكن في مكاتب الاستقدام للأيدي العاملة فقط..!
والحمد لله أن التوظيف في عصرنا هذا لا يعتمد على الشكل أو المظهر الخارجي وحده، بل يعتمد (أولاً) و(أخيراً) على الواسطة ثم على المؤهل والخبرة دون النظر للشكل.. وإلا كان علوم!
عموماً يبدو أن الفتاة الأمريكية (لورين أودس) تستحق لقب أقل ملكات الجمال حظاً، فقد فُصلت من عملها مؤخراً بسبب (شكلها) وتم الاستغناء عنها بعد (أسبوع واحد) فقط من تعيينها والمبرر الذي تم وضعه في نموذج الفصل كسبب للاستغناء عنها هو: أنها (جميلة للغاية)..؟!
(لورين) لم تسكت وعقدت مؤتمراً صحفياً في مدينة (نيو جرسي) لتوضح حيثيات الفصل، وقالت لقد فعلت كل ما بوسعي ولكنهم أصروا على طردي من العمل بحجة أنني (جميلة ومثيرة) لن أسكت وسوف أرفع دعوى قضائية ضد الشركة..!
عمركم شفتوا أو سمعتوا تمييزاً أكثر من كذا..؟! يعني وش تسوي البنت تخرب شكلها مثلاً؟!
الشكل أو المظهر ليس معياراً صادقاً للتقييم عند كل الناس في نهاية المطاف، وإن كان البعض يتعجّل بالحكم على الإنسان من خلال شكله ومظهرة الخارجي والذي قد يكون متصنعاً وخادعاً.. فكم ذئب تخبأ في جلد نعجة..؟!
إلا أن الحصول على الوظيفة من الأمور التي يجب أن يتم التعامل معه على أساس الكفاءة والخبرة وبشكل مستقل وليس على أساس الشكل..؟! فالمظهر مهم بكل تأكيد ويجب أن يخصص له جزء من القرار النهائي في التوظيف ولكن لا يجب أن يكون هو المؤهل والشرط الأول للوظيفة أو السبب في الحرمان منها...!
هذه القضية لا تخص الفتاة (لورين) أو مجتمعها وحده..!
فتش حولك هل هناك وظائف لا يمكن الحصول عليها في حال عدم توفر شكل ومظهر (معيّن لشاغلها) ولا يجوز أو ينبغي أن يعمل بها من لا يبدو مظهره كذلك حتى لو كان مؤهلاً..؟!
حالة فيما يشبه (الصراع) بين الشكل والمؤهل.. والمحزن أن (المظهر الخارجي) يغلب في النهاية على حساب المؤهل، للفوز بالوظيفة كأحد أعضاء فريق العمل..!
وهنا تكمن المشكلة..!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fj.sa@hotmail.com