لا أحد يتحمل منظر الشابين اللذين توفاهما الله في الحادث الذي أطلق عليه بكاميري 2012 والذي تناقلته مواقع الانترنت ووقع في الدائري الغربي بالرياض يوم الجمعة الماضي, منظر كان قاسيا ومحزنا لشابين في عمر الزهور تنحرف السيارة بسرعة لتقذف بهما عالياً بالسماء أمام حشد من الناس شدهم الذهول والفزع, رحمهما الله رحمة واسعة وألهم ذويهما الصبر والسلوان وتقبلهما الله بجناته أمين.
انشغلناكثيرا بساهر, لاتنعطف يمين والإشارة حمراء, لا تتقدم الخط عند الإشارة لا تتجاوز سرعة 75 كم في شارع العليا, وفي شارع الإمام لا تتجاوز 80, وسيارات ساهر على مداخل الأنفاق وفي نهايات الجسور وعلى الأرصفة بوضع كمين. لكن ماذا حدث, تفحيط وسرعة ومعاكسة للسير, وتجاوز في الدوارات, ووقف خاطئ, واختناقات مرورية, وإغراق المدن بإشارات المرور وتزويدها بكاميرات ساهر...
الحوادث في ازدياد وفي الطرق السريعة وفيات لعائلات بكاملها آخرها الأسبوع الماضي في طريق صلبوخ بالرياض شاحنة محملة بحجارة تدهس عائلة من (6) أفراد وتودي بهم إلى المقابر ولا أحد يتحدث, وطرق المملكة تشهد حوادث وفواجع لا حصر لها تنتهي بالوفيات. إذن أين ساهر وإدارة المرور لا نسمع ولا نرى منها سوى تصريحات ومديح لا ينتهي من (إعلام) ومسؤولي المرور ومبالغات بأن ساهر وفر العديد من الأسرة بالمستشفيات لأنه أنقص الحوادث وضبط حركة الشوارع رغم أننا نسمع دائماً أزيزكفرات المفحطين ونرى بأعيننا المخالفين عاكسين للسير والسرعة عالية إضافة للتجاوزات والمخالفات والوقوف في مواقع الخطر...
إدارة المرور احتفلت بساهر دون أن تقدم برامج التوعية فالمرور لا يملك حتى الآن محطة فضائية للتوعية والإرشاد ولا يقدم برامج تلفزيونية للمحافظة على الأرواح حتى الحوادث الشنيعة والأكثر خطورة لا يعرضها في نشرات الأخبار كما يتم من عرض لحوادث السير في دول العالم. المرور لا يقدم نشرات دورية عن الحوادث وعن المواقع الأكثر ازدحاماً وخطراً في الشوارع, وليس لديه برامج إذاعية وقناة على الإنترنت تعرف بالحوادث وتوجه وترشد.
المرور لا يؤدي دوره الإرشادي, ويعالج مسارات الطرق ويراقب الشوارع وسلامتها المرورية, المرور تحول إلى جاب وزع كاميرات ساهر على الإشارات, وتحول إلى صندوق جباية للتحصيل وأهمل الشوارع على طريقة سيأتيني خراجك وبالمقابل الأرواح تزهق على الطرق السريعة وداخل الشوارع الداخلية وبمشهد درامي كما شهدناه في الدائري الغربي...
في مثل هذه الحوادث ترمى بالمسؤولية على طيش الشباب وغياب رقابة الآباء لكن لا يتم الإشارة إلى التربية المرورية والسلوك المروري وأن لكل مجتمع سلوكا عاما في القيادة تضبطه دائما إدارة المرور بالأنظمة والتوعية والمراقبة وزرع الثقافة المرورية ونشر ثقافة القيادة حتى تصبح سلوكاً وتقاليد راسخة لدى المجتمع... أما زرع الشوارع بكاميرات ساهر والرقابة من داخل المكاتب أو الانشغال بمرور المناسبات فهذه إدارة انتقائية وتحصيلية ولا تخدم المجتمع.