الجزيرة - الرياض
عقدت أمس الثلاثاء الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربي اجتماعها الثاني في دورتها الخامسة عشرة في مسقط سلطنة عمان برئاسة محمد بن أحمد الرشيد رئيس الدورة الحالية، وفي مستهل الاجتماع ألقى كلمة أكد خلالها اننا نمر بمرحلة بالغة الأهمية تلتقي فيها إرادة مواطني دولنا مع قادتهم في الرغبة إلى المزيد من التلاحم والتلاقي، وتطبيق فعلي للاتحاد الذي تم الاتفاق على صورته من حيث المبدأ.
وشدد د. الرشيد على أن دورنا في هذه الهيئة أن نقدم صادق المشورة ومخلص الرأي في هذا الامر الحيوي الهام وسبل تحقيقه، ووسائل تفعيله.
وقال: إننا في هيئة استشارية علينا واجب أمانة الاستشارة كما نراها لا كما يراها غيرنا، والمستشار كما تعلمون - ايها الإخوة والاخوات - لا يسأل المستشير رأيه حتى يُهديه له مرة أخرى، علينا أن نقدم المشورة المخلصة التي نراها، ومن ترفع له مشورتنا هو الأدرى بالأنسب منها أو مجموعها قبولاً أو رفضاً. كما أن رأي الغالبية منا هو رأي الجميع حتى وإن لم تره الأقلية.
وأكد د. الرشيدي على الحاجة الملحة الآن إلى تحقيق وقيام اتحادنا المنشود هذا. إذ إن العائد على بلادنا منه في المجالات السياسية، والاقتصادية، والثقافية، وتحقيق الأمن الوطني والاجتماعي داخلياً وخارجيا كبير جداً، ولا يحتاج الاكيد من الأمور إلى مزيد من التأكيد.
ومضى في القول: إن الاتحاد كما وضح لقادتنا وتجاوبا مع حماس مواطني دولنا لهذا الاتحاد هو ضرورة حتمية لا ترفاً سياسياً أو ضجة إعلامية كما انه اتحاد لن يمس سيادة أي دولة من الدول الاعضاء فيه.
وأضاف ان هذا الاتحاد المنشود سوف تتحقق كل مجالاته تتابعاً، وليس قفزة واحدة إذ ليس بالضرورة أن تكون كل دولنا ملتزمة بكافة أبعاد عناصر هذا الاتحاد في كل مجالاته، بمعنى أن تكون عضواً في الاتحاد باستثناء بعض المجالات التي قد تنضم إليها فيما بعد تتهيأ لها ظروفها لذلك. وبين ان ما نحتاج إليه هو تنفيذ كثير من قرارات المجلس الأعلى التي سبق اتخاذها، ولعل هيئتنا تداوم على الدعوة الموجهة إلى الجهات التنفيذية في دولنا كافة، وإلى جهاز الأمانة العامة إلى متابعة تنفيذ هذه القرارات التي من شأن تنفيذها الخير الكثير.
وأعرب عن سعادته بتواجده مع نخبة متميزة من أصحاب الفكر والرأي، والمشورة، والإخلاص، والتجربة، يسعون صادقين إلى رفعة دول مجلسهم بنظرة ثاقبة وخبرة أصيلة.
وأشار إلى أن عوامل تحقيق اتحاد دولنا متوفرة ميسرة بحكم كل صور وجوانب الحياة حولنا، وتلاقي أصولنا، ونشأتنا وقيمنا، وطباعنا رعاكم الله، وسدد خطانا جميعاً.
وقد توصلت الهيئة إلى مرئيات رفعتها إلى المجلس الأعلى يأتي في مقدمتها: سبل تحقيق ما دعا له خادم الحرمين الشريفين من الانتقال من التعاون بين الدول إلى الاتحاد. تعزيز روح المواطنة وإستراتيجية للشباب موحدة لدول المجلس. إنشاء هيئة موحدة للطيران المدني، توحيد الجهود في مكافحة الأمراض غير المعدية. إستراتيجية موحدة للتوظيف في القطاعين الحكومي والأهلي.
وقد عبّر رئيس الهيئة باسم أعضاء الهيئة للمجلس الأعلى عن الشكر والتقدير للثقة التي أولاها المجلس للهيئة الاستشارية مع تمنيات أن تحظى هذه المرئيات بالقبول والتنفيذ.