الحمد لله الذي بحمده تتم الصالحات القائل: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}.
فقد أنعم علينا في المملكة العربية السعودية بنعم لا تُعَد ولا تُحصى على رأسها نعمة الإسلام الذي اتخذته حكومتنا الرشيدة - أعزّها الله - شرعة ومنهاجاً لها، بل وتفخر به المملكة وتفاخر به شعوب العالم قاطبة، ويذكره قادتنا في كل محفل على رؤوس الأشهاد بكل فخر واعتزاز.
إيماناً منا بأنّ المعزّ هو الله والمذلّ هو الله يعزُّ من يشاء ويذلُّ من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
فقد قدر لمملكتنا الغالية حكومة موفّقة وقادة مسدّدين على نهج واحد، بدءاً بالمؤسِّس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وأبنائه البررة، الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد ثم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. كلٌّ منهم يبني ويضيف إلى هذا الصرح الشامخ، حتى صار كالطّود العظيم يحسدنا عليه القاصي والداني من جميع دول العالم. فقد تواصوا جميعاً وتفانوا في خدمة بيت الله العتيق قِبلة الإسلام والمسلمين ومدينة الحبيب رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأشادوا وعمّروا الحرمين الشريفين بأحدث التقنيات وأفضل السبل خدمة لضيوف الرحمن كي ينعموا ويتمتعوا بتأدية عبادتهم في مناسك العمرة والحج في جوٍّ مفعم بالإيمان وروحانية فريدة.
سبع سنين استثنائية مضت منذ تولِّي الملك عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الحكم، ذاق فيها المواطن والمقيم رغد العيش وهنئ بالأمن والأمان والإيمان وطمأنينة البال وسعة الرزق. فقد أجرى الله سبحانه على يديْ مليكنا المفدّى ما يعجز اللسان عن ذكره ويجف القلم عن تسطيره. أفاض الله على خادم الحرمين من كنوزه وفجّر على يديه ينابيع الخير، فجاد بها على شعبه وأعطاهم مما أعطاه الله. فهنيئاً لنا به من أب رحيم وقائد موفّق وملك حكيم مسدّد.
ما تحقق من إنجازات وما نفّذ من مبادرات في هذه السنين السبع، يحتاج إلى سبعين سنة حتى يتناغم مع سياق الأيام ويتناسب مع عمر الزمن ومجريات الأحداث والنواميس الكونية. فهذه القفزات التاريخية والنقلات النوعية في جميع ميادين الحياة بدءاً بتوسعة الحرمين الشريفين والأماكن المقدّسة ومروراً بالتعليم من سبع جامعات إلى اثنتين وثلاثين جامعة ونشر التعليم العالي في أكثر من تسعين محافظة، بعد أن كان محصوراً في المدن الكبرى فقط الرياض وجدة والدمام.
جاء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - ليركّز على تنمية الوطن والمواطن على حدٍّ سواء، وتوفير سبل الحياة الكريمة والمعيشة الهانئة لكلِّ مواطن ومواطنة على أرض مملكتنا الحبيبة مهوى أفئدة المسلمين قاطبة.
فنحن نعيش رخاءً لا مثيل له وأمناً منقطع النظير يسير فينا الراكب من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن أقصى المشرق إلى أقصى المغرب، لا نخاف إلاّ الله ولا نعبد سواه. فنشكر الله على هذه النعم الجزيلة التي أشبه ما تكون بسحابة غراء مطرها ديم همال تمطر نعيماً ورخاءً وأمناً وأماناً ورغد عيش. ونسأل الله أن يمدّ في عمر قائدنا خادم الحرمين سنين عديدة وأزمنة مديدة حتى نحتفل في مثل هذا اليوم من كل عام بإذن الواحد الأحد.
* عميد كلية العلوم والدراسات الإنسانية بالسليل