أعتقد أن الوقت مازال مبكرا أمام سامي الجابر لتولي زمام الأمور الفنية في فريق كبير مثل الهلال، صحيح أن سامي يملك القدرات والمؤهلات التي تشي بأنه سيكون ناجحاً يوماً ما في عالم التدريب، لكنه أيضاً يفتقد للخبرة الكافية التي تؤهله للتصدي للمهمة مع فريق مقبل على جملة استحقاقات صعبة، وخرج لتوه من موسم هو الأسوأ له، حيث لم يحقق فيه سوى بطولة واحدة بجانب بلوغ ربع النهائي الآسيوي!! وهو بهذا الحالة بحاجة إلى مدرب عالمي متمكن يجيد ترتيب الأمور وإعادة الفريق إلى وضعه السابق، وفي هذا الشأن أرى أن على سامي بعد أن حصل على الشهادة اللازمة للتدريب أن يبدأ في التجربة مدربا مساعدا، أو مدربا لفريق من فرق الوسط، أو الفرق السنية، حتى يستطيع أن يصل إلى ما يريد.. فمن الصعب المغامرة بتدريب فريق بقيمة وسمعة تاريخ الهلال الذي لا يعرف أنصاره المجاملة ولا غض الطرف عن أي أخطاء ولو كانت يسيرة... وعلى مستوى العالم لا يمكن أن يبدأ المدرب من القمة مباشرة.. لابد من التدرج، ولو قرأنا السيرة الذاتية لأي مدرب لأدركنا ذلك.. إلا فيما ندر.
لسامي الجابر شعبية هلالية كبيرة، وله مع المستديرة تاريخ لا يجارى ولا يقارن على الصعيد المحلي على الأقل، وحتى يظل هذا التاريخ في مكانته الباسقة فإن على صاحبه أن يحافظ عليه، وأن يرفعه عن كل ما من شأنه أن يخدشه أو يؤثّر فيه أو يهز صورة صاحبه.
الفضائيات... منابع التعصب
لم يكن التعصب موجودا في رياضتنا بالشكل الذي يظهر عليه الآن، كان المشجع يهتم بفريقه، وربما يفرح بخسارة منافسيه، لكنه لم يصل إلى الدرجة التي يعلن فيها إعلامي صراحة أمانيه بخسارة فريق يمثل الوطن!! ولا بالشكل الذي يجعل عددا من المشجعين يذهب إلى معسكر فريق ضيف من أجل تحفيزه لإسقاط ممثل الوطن!! ولا بالأسلوب الذي جعل التراشق وتبادل الألفاظ السيئة أمام آلاف المشاهدين أمراً عادياً.. وكله من أجل التسويق للقناة الفلانية والبرنامج الفلاني والمذيع الفلاني.
لقد زاد التعصب في السنوات الأخيرة، وباعتقادي أن البرامج الفضائية ونوعية الضيوف الذي يظهرون فيها وراء ذلك، من المثير أن يظهر شخص دخل الإعلام بعد أن تجاوز الخمسين مثلا لكي ينظر ويتحدث بأسلوب تجاوزه (طالب) المرحلة المتوسطة، أو أن يظهر إعلامي أفنى عمره وتحصل على خبراته في مجال بعيد عن الإعلام الرياضي ليقيم الرياضيين والأندية والقامات الإعلامية التي تفوقه تأهيلا ودراية وخبرة.
ومن الغريب أيضا أن يتوالى ظهور بعض الأسماء في الفضائيات والإذاعات وهم لا يملكون المقومات التي تؤهلهم لذلك سوى العلاقات وتوسيط والوساطات والنوم عند أبواب مسؤولي القنوات!!.. وقد سألت واحدا من كبار الإعلاميين الرياضيين قبل فترة عن سر رفضه المتواصل للخروج في البرامج الرياضية الفضائية.. فارجع ذلك بأنها لم تعد مشجعة، بل إن معظمها يسيء للشخص ولا يضيف إليه.
اعتقد - وقد قلت ذلك سابقاً - أن المسؤولية الحقيقية تقع على عاتق القنوات الفضائية لاسيما الرسمية منها، كون الخاصة تهدف إلى الربحية وقد تتنازل عن بعض الأشياء والمبادئ لقاء ذلك.. من المطلوب فعلا أن يكون هناك تدقيق في اختيار الضيوف ونوعياتهم، وأن تكون العلاقات الشخصية والميول المشتركة بعيدة جدا في هذا الجانب، الواقع أن الكيل قد طفح في بعض البرامج التي تناقش أموراً لا فائدة منها، وهي تساهم في تأزم الأمور بدلا من وضع علاج مناسب لها، للأسف هناك قنوات وبرامج تدعي أنها تهدف للصالح العام بينما هي في الواقع تصب النار على الزيت، وتسهم في تأجيج التعصب، وتوقد حتى ما تحت الرماد، للأسف أن إعلاميين يملكون الخبرة، وإعلاميين يكاتفون الستين يمارسون مثل هذه الأدوار، مؤسف أن تعقد حلقة كاملة من برنامج رياضي من أجل التقصي عن لقب الملكي ومن الفريق الأحق به؟ في الوقت الذي يقول فيه الأمير المثقف فهد بن خالد رئيس الأهلي إن الألقاب لا تحقق شيئا، وأن البطولات لا يحققها إلا أحد عشر لاعبا داخل الميدان!!
هل انتهت الموضوعات.. وهل حلت كل القضايا ولم يبق إلا قضية لقب ونشيد وشعارات لتقام لها البرامج وتدور حولها الحوارات..؟
في الواقع إن شق الفضائيات وبرامجها قد اتسع، وبات من الصعب رتقه، وإصلاح كل عيوبه، ما لم يكن هناك تدخل قوي يعيد الأمور إلى نصابها، ويضع الأطر والتنظيمات الكافية لهذه البرامج، بما يكفل أن تكون برامج نافعة تضيف للرياضة والرياضيين، وتستحق الوقت التي يصرف لمتابعتها والمال الذي يذهب مقابل إنتاجها.. نريد ورقة توت على الأقل.
مراحل.. مراحل
* جاء كماتشو للهلال موسم 2005 بمبلغ لم يتجاوز الثلاثمائة ألف دولار في العام الواحد.. ولم يلفت الأنظار إلا في المرحلة الأخيرة من الموسم.. وبعد الموسم الثاني في الهلال رفع من سقف مطالبه وذهب إلى قطر ولعب مع العربي لكنه لم يلفت الأنظار كثيراً هناك.. فعاد إلى الملاعب السعودية من بوابة الشباب وقدم معه مستويات لافتة ثم انتقل للأهلي.. ووصلت قيمة عقده إلى أكثر من مليون دولار في الموسم الواحد.. ميزة كماتشو كما يقول المقربون من الأندية التي لعبها حرصه على التمارين ومواظبته عليها، بالإضافة إلى أنه يتدرب في أندية خاصة في غير أوقات تمارين الفريق.. السؤال: هل يتعلم منه بعض محترفينا الذين لا يعرفون من الاحتراف إلا قيمة العقد ويوم استلام الراتب.. أما في الواقع فهو لا يختلف عن الهواية عندهم!!
* الحراسة السعودية في أزمة.. هكذا قال الموسم المنصرم، حتى الحراس الذين كنا نعول عليهم وقعوا في أخطاء فادحة، فهل تلتفت الأندية لهذه المشكلة وتعالجها عن طريق التعاقد مع مدربين متخصصين للحراس في الفئات السنية، حيث تبدأ صناعة اللاعب وتعليمه المهارات الأساسية.
* مطالب بعض اللاعبين المحترفين أصبحت مضحكة.. لاعب يطلب 20 مليوناً وهو لم يقدم شيئاً، ماذا سيطلب لو قدم نصف ما قدمه نجوم قدموا كل شيء في الملاعب ورفعوا كل الكؤوس في المنصات.
* عندما يطلب لاعب 20 مليون ريال من الأفضل ان يرفض طلبه ويصرف المبلغ في تطوير البنية التحتية للنادي خاصة المرافق الخاصة بالفئات السنية فربما يبرز 15 لاعباً إذا ما تم صقلهم بالشكل الصحيح.
sa656as@gmail.comaalsahan@ :تويتر