|
«اليوم النبوي» كتاب جديد صدر للشيخ عبدالوهاب بن ناصر الطريري، وهو أحد المشايخ المعروفين.
بأسلوب ممتع تعيشون تفاصيل يوم النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف كان يقضيه صلى الله عليه وسلم، من بداية طلوع الفجر وحتى انتهاء اليوم، وقد بدأ الشيخ الكريم مقدِّمة كتابه بهذه الكلمات الجميلة: «في مدينة النخيل.. مدينة القلوب النضرة.. يسكن قلبه.. وتورق عيناه.. فهذا المكان مكانه.. والمدينة مدينته.. والأهل أهله.. دخل المدينة فأضاء منها كل شيء، وأحبه أهلها ومظاهر الطبيعة فيها، فهذا (أُحُدٌ) يحبّه ويبادله الحب.. هذه الأزقّة ستعرف خطواته.. هذا المسجد وتلك الغرفات الصغيرة إلى جانبه.. هؤلاء الرجال الأوفياء يلتفّون حوله.. يحيطون به.. يحبهم ويحبونه يلتقي بهم وينفرد مع الله..»
قد جاء الكتاب في تسعة عشر موضوعاً بدأها بـ: أنوار الفجر، الصباح النبوي، المجلس النبوي، يمشي في الأسواق، الزيارات النبوية، عيادته المرضى، في بساتين المدينة، راحة القيلولة، إلى قباء، أمسيات الرسول صلى الله عليه وسلم، والعصر، بعد الغروب، صلاة العشاء، ليالي الرسول صلى الله عليه وسلم، ناشئة الليل، خطوات في سكون الليل، إغفاءة السَّحر، قراءة اليوم النبوي، تكوين الكتاب، الهوامش».
يكفي أن تقرأ ظهر غلاف الكتاب وما به من خلاصة خلص لها الشيخ، ويتجلّى ذلك في قوله: «لم يكن يوماً عادياً يبدأ من الصباح ويضمر في المساء، تشعر لفرط نشاطه أنّ كل لحظة هي بداية له، هو رجل اقتناص الفرص ورجل اللحظة.. يفهم بفطرة النبي الرسول أنّ الدقيقة محسوبة ولها إنجازها.. والساعة محسوبة ولها إنجازها.. واليوم محسوب وله إنجازه.. والأجَل ينصب خيامه على مشارف العمر، في هذه الصفحات تعيش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صباحه ومسائه تمشي معه في أسواق المدينة، تأكل من كفافه، تسمع صوته الحاني معلماً، وصوته المخبت مصلياً، تجلس على حصيره البسيط، وتأكل من طعامه القليل الذي يؤثر به، يمكنك أن تدخل بيته من وصف صحابته له.. ويمكنك أن ترى سكينته نائماً، وأن ترى حيويّته جالساً، وربما رأيت في حِجْره رضيعاً، أو على ظهره طفلاً يحظى بدفئه وبركته، .. كيف كان يتعامل هذا الإنسان العظيم النبي الكريم مع طبيعته البشرية ومشروعه الرِّسالي؟!، كيف كان يتعامل مع دورة الزمن اليومية؟ كيف كان يقضيها؟ هذا هو يوم النبي الرسول الإنسان، المسؤول، الأب، الزوج، الصديق .. هذا اليوم النبوي».
كتاب حين تنتهي منه ستشعر بشوق شديد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بل ستشعر بمشاعر لم تشعر بها من قبل، ستحس بقربك أكثر لنبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة.