|
يقول الشيخ محمد عبدالله الخطيب في كتابه «قيام الليل تجديد للروح وزاد للعاملين»: في الحديث.. من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات.
وفي الحديث أيضاً، أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل.
وفي الأثر: عن أبي ذر: لو أردت سفرا أعددت له عدة؟
قال نعم.. قال: فكيف سفر طريق يوم القيامة؟
وقال بعض العلماء:
ليس في الدنيا وقت يشبه نعيم أهل الجنة إلا ما يجده أهل التملق في قلوبهم بالليل من حلاوة المناجاة.
وقال الفضيل بن عياض: إذا غربت الشمس فرحت بالظلام لخلوتي بربي وإذا طلعت حزنت لدخول الناس علي.
يقول عبدالله بن المبارك:
إذا ما الليل أظلم كابدوه
فيسفر عنهم وهم ركوع
أطار الخوف نومهم فقاموا
وأهل الأمن في الدنيا هجوع
والليل سكون وهدوء، وفي الهدوء تركيز وصفاء
والناس نيام. وفي ذلك بعد عن الرياء، الليل خلوة مع الله
وفي الخلوة قرب وأنس ومناجاة.
والصلاة زاد ولكنها في جوف الليل يزداد بها القرب
والزاد والعطاء، يحن العاشقون إلى الليل
والمتهجدون أشد حبا إليه فالذين آمنوا
أشد حباً لله، وفي ثنايا الليل قيام وركوع
وسجود، وذكر وتسبيح وقرآن وتوبة واستغفار
ومناجاة ودعاء وبكاء من خشية الله، وفي كل زاد
{وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا} (26) سورة الإنسان
عن أبي فروة أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها ولم يترك حاجة ولا داجة فهل له من توبة؟ فقال: أسلمت؟ فقال نعم. قال: فافعل الخيرات واترك السيئات فيجعلها الله لك خيرات كلها» قال: وغدواتي وفجراتي؟ قال: نعم، قال: فما زال يكبر حتى توارى.
)) إن مدرسة الليل هي جنة المؤمن في محرابه والذائق لطعم المناجاة يجد الأنس والقرب في الصلاة هناك تصفو روحه وترق مشاعره حيث يقبل على مولاه.
من نفحات قيام الليل: صفاء القلب، وارتفاع فوق الدنيا وهمومها وسعادة الروح وزاد للمؤمن وراحة للنفس.
وفي الحديث: إن من الليل ساعة لا يواقعها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه.. (رواه مسلم).