فاصلة:
((هناك شيء أقوى من المصلحة: إنه الإخلاص))
حكمة عالمية
الطالب المبتعث علاقته بالملحقية الثقافية في البلد الذي يدرس به مهمّة إلى الحد الذي يمكن من خلالها أن تستقر دراسته أو تتعثر فالمشرف هو الشخص الوحيد الذي يستند عليه الملحق الثقافي في خطاباته إلى الوزارة في شؤون الطالب لتتخذ قراراتها.
ومثلي مثل كل طالب مبتعث أشرف على شئوني الدراسية أكثر من مشرف، ذلك أن تغيير المشرفين عادة لا تنقطع عنها معظم الملحقيات الثقافية.
بعض من هؤلاء المشرفين جنى علي أو كاد بتقرير مغلوط طلبه من الجامعة وأرسله إلى الوزارة دون أن يعلمني به، وأمضيت وقتا طويلا لأعدل خطئه ولو لم يساعدني بتعديله لخسرت كثيرا وبعضهم لم يفعل شيئا يمت إلى الإشراف بصلة، فهو إما لا يرد على الهاتف أو لا يرد على البريد الإلكتروني أو يطلب مني أن أتكلف الحضور إلى مقر الملحقية الثقافية بلندن دون أن يكون عالماً حتى بالأنظمة والقوانين.
لكنني لم أقابل مثل مشرفي الحالي الذي توفرت فيه مواصفات الإشراف الحقيقي للطالب المبتعث.
لا اعرف الأستاذ «هاني أحمد» شخصيا فمنذ أن أصبح مشرفي لم أحتَجْ إلى زيارة الملحقية،حيث أكتفي بتوجيهاته وإرشاداته في كل ما يتعلق بشئون دراستي.
ميزة هذا المشرف إخلاصه في عمله فهو يقوم به بشكل جعلني أكتب عنه هذه المقالة لأثبت أن لكل قاعدة شواذ، وأننا كما نشتكي من بعض مشرفي الملحقية لإهمالهم واستهتارهم بالطالب فإنّ الأمانة تقتضي أن نشيد بالإيجابيات.
مشرفي العزيز بتعامله الراقي على المستوى الإنساني والمهني زاد إيماني بأهمية الإشراف أكثر من ذي قبل، فالطالب بدون موجّه مخلص أشبه بالضائع في صحراء مداها واسع.
لذلك على الملحقيات الثقافية الاهتمام بالفعل في توظيف المشرفين والأفضل أن يكون هناك إجراءا معين لتقييم أدائهم المهني فهو ينعكس على نفسية الطالب وأدائه الدراسي.
في عرفنا الصحفي والكتابي يبدو المديح أصعب من النقد ويحسبه الآخرون تملقاً، فعيوننا ناقدة في تكوينها الأساسي لكنني عاهدت نفسي منذ بدء طريق الكتابة أن أقول كلمتي وأمضي.
nahedsb@hotmail.com