|
حوار- أحمد حكمي:
عندما يتحدث عن مكان عشقه كثيراً استمع له بصمت، فحديثه يخرج من حنايا القلب، فهو أمير منطقة جازان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز، عندما سابق الزمن فجعل من جازان حكاية عشق لكل زوّارها ورسم خطى مستقبلها بلبنات الإخلاص والجهد المتواصل، ليجعل التنمية هاجسه حتى ارتقى بها إلى الثريا. حوار أمير جازان مع «الجزيرة» كشف عن واقع المنطقة ومستقبلها المشرق، في ظل الدعم السخي من حكومة خادم الحرمين الشريفين، حيث أوضح سموه بأنه خلال شهر سيتم تسليم 2000 وحدة سكنية من الإسكان التنموي إلى المستفيدين ليسكنوا فيها بعد أن تم تدشينها كمرحلة أولى، مشيراً سموه إلى أنّ المنطقة خلال الأيام القادمة ستشهد حراكاً اقتصادياً قوياً من خلال العديد من المشاريع في المدينة الاقتصادية، حيث ستشكّل مصفاة البترول واحداً من أهم الروافد الاقتصادية المهمة بحلول 2015م وبإنتاج أكثر من 400000 برميل.
وتحدث سمو أمير جازان عن أزمة السكن في المنطقة والفرص الاستثمارية المتاحة التي ستنتفع بها المنطقة خصوصاً والمملكة عموماً وذلك خلال الحوار التالي:
* أكثر من عشر سنوات مضت يا سمو الأمير على توليكم إمارة منطقة جازان.. كيف تقيّمون المرحلة الماضية وهل كانت عند طموح سموكم؟ وماذا عن مستقبل المنطقة؟
- مرّت أكثر من عشر سنوات على مجيئي إلى جازان وطموحات الإنسان ليس لها حدود، خاصة وأنّ قائد هذه الأمة هو رائد التنمية خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله - في هذه المنطقة وغيرها من المناطق يحث على ذلك.
فلذلك مهما عملنا أو اجتهدنا ليس لنا منّة أو معروف في هذا الشأن، خاصة والدولة تعتمد ميزانيات ضخمة للعديد من المشاريع، وما علينا سوى أن نشمّر عن سواعدنا ونعمل ونحث أفرع الوزارات في المنطقة على العمل وفق ما هو متاح وتوزيعه على أساس التنمية الشاملة للقرى والمحافظات والمراكز.
* ما هي الحلول التي اتخذها سموكم للقضاء على تعثُّر المشاريع؟
- مع الأسف هناك تعثُّر لبعض المشاريع مما يؤثر على الخطط التنموية العامة للمنطقة، ولكن نسأل الله تعالى أن يدل المسؤولين على إيجاد أنظمة تقضي على تعثُّر هذه المشاريع ونحن في المنطقة لدينا مجلس المنطقة وتتفرّع منه عدّة لجان منها لجنة التخطيط والمتابعة مختصة بمراقبة تنفيذ المشاريع عن طريق المراقبة الميدانية، أو ما يرفع لها عن طريق المجالس المحلية والمحافظين ورؤساء المراكز والمواطنين، وعلى الجميع العمل كفريق لتحقيق الأهداف المهمّة للرقي بهذه المنطقة واللحاق بالركب، كما أشار سيدي خادم الحرمين الشريفين عند زيارته للمنطقة عام 1427هـ، وقد ظهرت العديد من النتائج المطمئنة بإذن الله يتم القضاء على تعثُّر المشاريع تماماً.
* هل نستطيع القول بأنّ حراك المدينة الاقتصادية بدأ بعد الركود الذي عاشته خلال السنوات الماضية؟ وما المشاريع التي ستنطلق قريباً؟
- التقينا مؤخراً بالمسؤولين في المدينة الاقتصادية وكان اجتماعنا مثمراً ومطمئناً، وبنهاية هذا الشهر سيبدأ العمل على إنشاء الميناء الصناعي لأنّ مصفاة البترول مرتبطة بتوقيتات معيّنة، حتى أنّ هيئة المدن اضطرت للاقتراض للبدء المرحلة الأولى للميناء، وكما نعلم اعتماد هذا العام محطة كهرباء بخارية بقيمة 18 مليار ريال وهناك قرض قوي من الدولة للبنية التحتية للمدينة الاقتصادية، وسوف ينتهي هذه الأيام من الإجراءات المتبعة، بالإضافة إلى مصنع الحديد الذي سيكون إنتاجه قريباً جداً، وهناك تنسيق كامل بالنسبة للطرق ومخارج ومداخل المدينة، وهناك جدولة بما سيتم إنجازه إلى عام 2015م.
* ولكن كيف سيستفيد الأهالي من المدينة في وجود المشاريع العملاقة؟
- تم طرح العديد من المطالب خلال الاجتماع بأعضاء هيئة المدن الصناعية، بتقديم عدد من المشاريع التي تخدم الأهالي والصيادين في المدينة الاقتصادية، فكل الأمور مطمئنة والعمل جار على قدم وساق لاستقطاب شركات كبرى للطاقة الشمسية وغيرها عن طريق شركة أرامكو، ومجرّد وجودها يعتبر عاملاً مهم لتسريع عملية الإنشاء والإنتاج والتدريب والتوظيف للمواطنين.
* ماذا عن مصفاة البترول التي من المتوقع أن يبدأ إنتاجها في 2015م.. هل ستفتح باباً استثمارياً قوياً في مجال التصدر إلى القرن الإفريقي واليمن؟
- عندما ننظر إلى استهلاك المنطقة الجنوبية من المواد البترولية سنجدها حوالي 170000 برميل في اليوم، وهذا بحد ذاته سبب كافٍ لفتح مصفاة بترول في المنطقة، بالإضافة إلى موقع جازان حول مناطق مستهلكة وواعدة مثل القرن الإفريقي واليمن وجنوب شرق آسيا، وإذا نظرنا إلى طاقة المصفاة سنجدها 400000 برميل وبالتالي سيكون الفائض 230000 برميل للتصدير، فلذلك تجد أرامكو تعمل على أساس أنّ الشركات التي ستستثمر في المنطقة لها مردودها وعلاقتها بالمواد البترولية والإنتاجية سواء في المدينة الاقتصادية أو في المدينة الصناعية.
وسنشهد بعد 6 أشهر دخول من 40 - 45 ألف عامل للعمل على المصفاة، وهذا يجب أن يهيئ شبابنا للدخول في هذه الأعمال وفي نهاية الأمر نحن نتابع الإنجاز بدقة وخطوة بخطوة.
* ضاحية الملك عبد الله متى ستنتهي بنيتها التحتية، خاصة وأنه رصد لها ما يقارب 7.5 مليارات ريال من ميزانية هذا العام؟.
- الأمر ليس بالسهل فالبنية التحتية تحتاج إلى دراسة وكلفت بعض الشركات بعمل رسومات، ونحاول جمع كل الجهات لتنفيذ أعمالها في وقت واحد حتى يكون التنفيذ بجودة عالية وتخدم أكثر وبتكلفة أقل.
* وهل هناك تنسيق مع وزارة الإسكان للاستفادة من الضاحية؟
- نعم هناك تنسيق مع وزارة الإسكان لأنها ترغب بأخذ جزء كبير من الضاحية لتقوم بتجهيز البنى التحية والتخطيط والبناء، بالإضافة إلى أنّ مطار الملك عبد الله سيكون في طرف الضاحية، وبالتالي سيشاركنا في عملية المنطقة الاستثمارية وتجميل ما حول المطار، فجميع المشاريع في الضاحية منسق لها ونعمل على تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين فيما أوصى به كتابياً بأن تكون الشوارع واسعة، وتنفذ كباري وبنية تحتية مكتملة، بحيث يستلم المواطن قطعة الأرض وما عليه سوى البناء وسيطبّق هذا على 40000 قطعة، وستمتد الضاحية لتربط جيزان مع محافظة أبوعريش وصبيا في المستقبل، ونحن بدأنا مع النقل لعمل أحزمة دائرية لربط هذه المحافظات مع بعضها البعض، وتسهيل الأمور والرفع من شأن المنطقة.
* جامعة جازان واحدة من أهم روافد الضخ الفكري والتنويري للمنطقة كيف يرى سموكم دورها؟ والنظرة المستقبلية لعوائد مخرجات الجامعة على المنطقة.
- مع أنّ جامعة جازان جامعة فتية إلاّ أنّ مخرجاتها متميّزة وتتطوّر بشكل سريع، ولها شراكات عديدة مع جامعات عالمية، ونحن نسعى للاستفادة منها بإشراك الجامعة في دراسات كثيرة سواء اجتماعية أو بيئية أو اقتصادية، ونعلم أنّ الجامعة بدأت تشق طريقها ومخرجاتها بانت واضحة للجميع، بدليل أنّ المنطقة كانت سابقاً بلد هجرة، وبدأنا حالياً نلاحظ عودة الكثير من السكان، وبنهاية المنشآت القائمة حالياً بالتأكيد سيزداد عدد طلابها خاصة مع تدشين المرحلة الثانية من قِبل خادم الحرمين الشريفين للعديد من الجامعات، ومن ضمنها جامعة جازان وبإذن الله يتحقق الهدف وتخرّج رجالاً يحافظون على الأمانة التي تحمّلناها بعد آبائنا وأجدادنا.
) منطقة جازان حباها الله بالعديد من الجزر فهل سيبقى استثمارها أمنية لن تتحقق؟ أم أنّ هناك خطوات استثمارية جادة في القريب العاجل.
- أصبح مجال الاستثمار متعدداً والمملكة ولله الحمد عملت كثيراً من أجل الاستثمار وتستقطب مستثمرين من جميع دول العالم، ولكن يعلم الجميع بأنّ رأس المال جبان ونحن بدورنا دائماً ما ندفع المستثمرين إلى دراسة الجدوى، بحيث لا يغامر أحدهم وبالتالي يتأثر استثماره ويعطي صورة غير جيدة عن المنطقة.
أما ما يتعلّق بالجزر فنحن نعرف أنّ المنطقة ثروتها الأساسية هي بيئتها فالبيئة مهمة جداً ولدينا أوامر سامية بتشكيل لجنة رباعية، فأي عمل يختص بالشواطئ أو الجزر لا بد أن يمر بهذه اللجنة، والآن الجزيرتان (آمنة وأحبار) طُرحتا للاستثمار رسمياً وأجيزتا من اللجنة، ولكن هناك متطلّبات من حرس الحدود، يجب على المستثمر أن يقدمها وهذه آخر المطالب، والمستثمرون يأتون بزخم كبير ولكن دائماً يطالبون بتعديلات معيّنة يصعب أحياناً تحقيقها.
* سموكم .. إلى أي حد وصلت الجهود للقضاء على العشوائية؟
- نحن نقضي على العشوائية بشكل كبير، ولكن هناك بعض المشاكل تكمن بزيادة هائلة في النمو السكاني، فلذلك يجب على الأمانة توزيع مخططات على المواطنين، لدرجة أنّ كل مدينة وقرية يعمل لها حزام ويخطط بجانبه مخطط سيوزّع على المواطنين بطريقة تنظيمه لنقضى على العشوائية، وبالتالي نضمن بأنّ شبابنا وشاباتنا ترعرعوا في بيئة صحية وفي نفس الوقت ترتب لهم الخدمات، وتكون موحّدة خاصة وأن شبكة الطرق في تهامة تقريباً منتهية.
* دشّنتم قبل أكثر من شهرين نيابة عن خادم الحرمين الشريفين المرحلة الأولى من الإسكان التنموي، ولكن إلى الآن لم يتسلم أي من المستفيدين وحدتهم السكنية ما الأسباب؟ ومتى سيكون ذلك؟
- هناك 2000 وحدة تم تدشينها كمرحلة أولى للإسكان وكان هدفنا توزيعها عشوائياً ولم تصلنا الأسماء بالترتيب، لأننا نحاول أن نجمع من كانوا في قراهم إلى جانب بعض بحيث ينقلون كما كان وضع إخوانهم وجيرانهم وشيخ شملهم وعرائفهم في موقع واحد، وأيضا كنا نحاول إكمال الخدمات الأمنية كالشرطة والدفاع المدني داخل الإسكانات وأرسلنا فريقاً للتأكد من جاهزيتها على أرض الواقع، وبإذن الله خلال 30 يوماً على الأكثر سيكون 2000 مستفيد قد سكنوا وحداتهم السكنية الجديدة.
* اطلع سموكم قبل أيام على تصاميم مطار الملك عبد الله الجديد بالمنطقة.. كيف يرى سموكم ضرورة سرعة إنجاز هذا المشروع في ظل النمو السكاني الكبير في المنطقة؟ ومتى سيتم الانتهاء من تنفيذه؟
- أصبح إنجاز مطار الملك عبد الله الجديد من الضرورات خاصة مع وضع المكان الحالي واستمعنا بكل شغف خلال اجتماعنا مع الهيئة العامة للطيران المدني أثناء زيارتهم مؤخراً للمنطقة، وشاهدنا التصاميم التي أنجز منها 90% كان المطار الدولي موزعاً بطريقة راقية وقابلة للتمدد، ويحتمل عدداً كبيراً من الطائرات، وسيجد المواطن والسائح كل ما يحتاجه فيه من أسواق ومطاعم ووسائل أمنية وجوازات، وكل ما تحتاجه المطارات الدولية، وسيكون على البحر في المنطقة الاستثمارية، وبعد شهر سيُطرح للمنافسة وبعد 3 سنوات سينتهي بإذن الله، بالإضافة إلى أنه سيتم إيجاد صالة سفر دولية في المطار الحالي، لأنّ المدينة الاقتصادية ومصفاة البترول خطواتها أصبحت متسارعة، فلذلك من المؤكد سيقدمون إلى المنطقة العديد من الأجانب وستنتهي في القريب العاجل.
* موقع منطقة جازان الجغرافي يشكل رابطاً قوياً للمملكة مع دول القرن الإفريقي واليمن.. كيف يقيّم حجم الاستفادة من هذا الموقع استثمارياً في الوقت الحالي؟ وكيف يمكن الاستفادة منه بشكل أكبر؟
- المعوّقات لا زالت موجودة فنصيبنا في السوق اليمني والقرن الإفريقي جداً محدود برغم أننا نجد في اليمن البضائع سعودية، لكن تستورد من دبي ونجد في إفريقيا كل البضائع السعودية وتستورد من جيبوتي بينما نحن أحق من هؤلاء. وهذا في النهاية متروك للتجار والمستثمرين، فنحن نقول لهم تعالوا، ونبحث من 8 سنوات تقريباً عن استثمار منطقة إيداع للبضائع، وأيضا مسافنة في ميناء جازان ووصلنا حتى إلى تسهيل إقامة ميناء حر، فعندما يأتي المستثمر ويجد هذه المميزات بالتأكيد سيستثمر لأنّ هذه أموال مهدرة، فإذا أقيمت مثل المشاريع بالتأكيد سيتنافس المستثمرين لكسب مثل هذه الفرص المتاحة، ولكن نأسف، وهذا العمل عمل مجلس الغرف التجارية السعودية من المفترض هو من يبحث الأمر، ويطالب به لأنّ الهدف الصالح العام، فمنطقة الإيداع نستفيد أمنياً وتجارياً والمسافنة عملية سهلة جداً بحيث تفرغ سفينة وتستقبل سفينة أخرى منها البضائع ودبي استفادت كثيراً من هذه التجربة وجنت المليارات، وحالياً الحمد لله ميناء جازان سيحوي العديد من المشاريع كمصنع سكر وصوامع الغلال وغيرها وستخدم المنطقة بإذن الله.
* كيف يرى سموكم أزمة السكن في المنطقة؟
- بالنسبة للفنادق أقرضت الدولة استثنائياً 4 مستثمرين لعمل فنادق في المنطقة 200 مليون، ولكن نجد اثنين هم من بدءوا فعلياً، أما البقية فلا، ولا أعلم ماذا ينتظرون؟
ومشكلتنا في جازان أنّ الطلب أكثر من العرض فلذلك أي مشروع إسكان يُقام في المنطقة يجب على الجميع الوقوف بجانبه لا اعتراضه وتوقيفه، وتفاجأت بإيقاف أحد مشاريع الإسكان لإحدى الشركات في المنطقة من قِبل معترض أوقف المشروع وعطّله، ووجّهت بإكمال المشروع، وإن كان للمعترض حق سيتم إعطاؤه، أما أن يوقف المشروع فلا، فأبناء المنطقة بحاجة لذلك خاصة وأنّ الإيجارات مرتفعة، واستأت كثيراً مما حدث، وأستغرب من بعض الموظفين اتخاذ إجراءات بإيقاف مشروع دون إلمام بالضوابط ودون تصعيد للموضوع إلى المسؤولين.
وأيضا يجب على مدير أي إدارة حكومية أن يكون عالماً بدقائق الأمور وبتوجُّهات الدولة، ويجب معرفة احتياجات المنطقة، فلذلك يجب عليه التسهيل لأنّ الطلب أكثر من العرض، ونظل نحاول بقدر المستطاع تسهيل الأمر أمام المستثمر من جميع الجهات.
* عندما نعود بذاكرة سموكم إلى الاعتداء من قِبل المتسللين على الأراضي السعودية والانتصار الذي حققه أبناء الوطن بردعهم .. كيف يرى سموكم الآثار الإيجابية والسلبية لذلك الاعتداء على المنطقة؟ وكيف أوضاع الحدود حالياً.
- ليس لي أن أخوض في هذا الموضوع ولكن حدودنا ولله الحمد آمنة وربّ ضارة نافعة، ولكن بمجرّد التجرؤ واعتداء الجار على جاره في حدود دولية، متفق عليها بين البلدين وقضت على مشاكل كثيرة فهذا لا نسمح به فهؤلاء المتسللين تجاوزوا ولا نعلم من كان يدفعهم؟
فإذا كان هدفهم تعكير العلاقة بين البلدين فلله الحمد لا يمكن حدوث ذلك، لأنّ العلاقات بين البلدين تاريخية وتربطهما علاقة أخوة وصداقة، ولا يمكن أن تؤثر فيها أفعال أناس منحرفين أو تابعين وبعضهم مع الأسف أهدافهم أهداف تخريبية، فالدولة خيرها عام على الدول الإسلامية.
ولن ننسى زيارة خادم الحرمين الشريفين للمنطقة حينها وتوجيهه بإقامة الإسكان التنموي، بالإضافة إلى توجيهه حفظه الله بأن تكون هناك منطقة حرم حدود مخلاة من القرى، وكانت الأوامر الصادرة بأن يعوّض السكان تعويضاً مجزياً وتخلى من 1.5-3 كيلو، وانتهى هذا الحرم إلى الخشل تقريباً بداية من الطوال، وسيصل إلى ربوعه.
من الميزات ايضاً أنه سيّزود حرم الحدود وسيترك حرية المناورة بين حرس الحدود ومنع المهربات التي ترد بشكل يومي وبكميات كبيرة، وتحد من التسلل سواء الأفارقة أو اليمنيين.
* المتجول في محافظات المنطقة يجد فرقاً كبيراً بين بعضها البعض من حيث تنفيذ المشاريع والتنظيم والمسطحات الخضراء؟ ما أسباب ذلك يا سمو الأمير خاصة وأن كلها تقع تحت إمارة منطقة واحدة؟
- الأسباب عديدة رغم الصرف السخي والاعتمادات فنحن في المنطقة لم تبدأ مشاريع الصرف الصحي وتصريف السيول والمياه وغيرها في بعض المحافظات إلاّ قريباً.
وغياب التنسيق بين المشاريع أيضاً ساهم بشكل كبير في خلق نوع من عدم التنظيم في بعض المحافظات، ولكن بالتنسيق وإعطاء الصلاحية سواء لمجلس المنطقة أو المجلس المحلي والبلدي، سيكون هناك نوع من التمنية المستدامة، وبالتالي نقضي على العشوائية في تنفيذ المشاريع بين الجهات، ولا ننسى أيضا تعثُّر المشاريع في بسبب المقاولين.
* في تصريح لسموكم عن المقاولين قلتم بأنّ (آخر العلاج الكي) ألا يرى سموكم بأنه حان الوقت في ظل تعثُّر بعض المشاريع وسوء تنفيذ البعض؟ وكيف؟
- نحن مكلفون بوضع ولي الأمر في الصورة تماماً في كل ما يواجهنا، وهناك العديد من الاجتماعات يتم فيها مناقشة مثل هذه الأمور وعرضها على مجلس أمراء المناطق تناقش وتعطى حقها من النقاش والدراسة لإيجاد الحلول المناسبة لها.
أما الكي فيتمثل بالكتابة عن سوء المقاول وإظهاره على حقيقته وتصنيفه واستبعاده من استلام أي مشروع آخر.
* خادم الحرمين الشريفين دائماً ما يوصي المسؤولين بجعل مكاتبهم مفتوحة لخدمة المواطن. ماذا لو وجد مواطن في المنطقة مكتب أحد مديري الإدارات الحكومية مقفلاً وأتى إلى سموكم. فماذا ستقول لمدير الإدارة؟
- دائماً ما أقول لمديري الإدارات الحكومية في اجتماعاتي معهم، يجب الاستماع للمواطن، ويجب تعويد الموظف على أنه هو في الأساس يعمل لخدمة المواطن.
ولذلك يجب على كل مسؤول تخصيص أوقات محددة لمقابلة المواطنين، فنحن في الإمارة نستقبل المواطنين صباحاً وبعد الظهر ونستمع لهم ومجالسنا يوم الثلاثاء مفتوحة ونأخذ ونعطي معهم، وبالتالي نطبق توجيهات خادم الحرمين الشريفين في سياسة الباب المفتوح، وإلاّ فكيف يمكنك أن تعرف نبض الشارع وأنت مغلق على نفسك الأبواب، ومن هنا أهيب بمديري أفرع الوزارات والموظفين بأنّنا موجودون لخدمة الدين ثم الوطن والمواطن، فديننا يدفعنا للتسامح والتواضع والعمل الصالح.
حتى في الصحافة تثار بعض الأمور عن مديري الإدارات الحكومية ولا يردّون رغم أنّ التوجيهات تحث بالرد على أي موضوع يُطرح في الإعلام، والغريب يأتون ويشتكون لي فأقول لهم ردوا على الإعلاميين واتركوا أبوابكم مفتوحة للرد على تساؤلات المواطنين وحل مشاكلهم الذي هو في الأساس عملكم.
وفي نهاية اللقاء قدم أمير منطقة جازان شكره وتقديره لصحيفة «الجزيرة» قائلاً: أتشرف بتوضيح كل ما يهم المواطن في صحيفة عملاقة وعريقة مثل «الجزيرة»، مقدماً الشكر على إتاحة الفرصة والإجابة على كل ما يتبادر في الأذهان وما ينبع من نبض الشارع.