لماذا انفعل أمين منطقة الرياض سمو الأمير عبدالعزيز بن عياف مساء يوم الاثنين الماضي في الاجتماع المشترك للهيئة العليا ومجلس منطقة الرياض والمجلس البلدي ومجلس إدارة الغرف، وبحضور رجال الأعمال والإعلاميين، وكان الاجتماع برئاسة أمير منطقة الرياض الأمير سطام بن عبدالعزيز. وهل كان انفعاله مبرراً للرد على أسئلة أو ملاحظات بعض رجال الأعمال ...؟
نحن في صف المراقبة ومن خلال موقعنا الإعلامي، اعتبرنا الانفعال إيجابياً، لأنّ النقاش والتحاور ظاهرة صحية, وأيضاً لأنّ منطقة الرياض، وتحديداً مدينة الرياض، تعيش هذه الأيام ولادة جديدة ومخاضاً مختلفاً عن الولادات السابقة: القطارات التي ستخترق الرياض مع كل الجهات الأصلية والفرعية, وخطوط النقل العام التي ستجوب الرياض من كل ناحية، والمخطط الاستراتيجي الشامل للرياض الذي يكسر حاجز الأفق والهضاب والحافات ليحوّلها إلى معمار ومبانٍ، كذلك المخطط الإقليمي لمنطقة الرياض الذي سيربط ريفها الزراعي وقراها وضواحيها ومحافظاتها ببعضها، ويسعى إلى تحقيق هجرة معاكسة وعودة للمحافظات، بعد أن طوّقت الرياض بمدن جديدة: صناعية واقتصادية وجامعية وطبية ... من خلال اللقاءات المتكرّرة في اجتماعات اللجان التي تجتمع على مصالح متنوّعة يشترك بها أكثر من قطاع، عادة يسودها الهدوء والمجاملة وتبادل التحايا والبروتوكولات، وفي الاجتماع المشترك والموسع، وبحضور رجال الأعمال والإعلام، حرص الأمير سطام أن يكون اللقاء مكاشفة وشفافاً، لأنّ الرياض تستعد للدخول في (معترك) معماري وأجواء ساخنة بالعطاءات والعمل الجاد والحاسم, تغيير وجه الرياض على مستوى المواصلات: قطارات ونقل عام وطرق جديدة. وعلى غير العادة ظهر الأمير عبدالعزيز بن عياف بالرد الحاد من أجل توضيح الصورة الحقيقة التي هي علية مدينة الرياض من مشاريع منجزة ومتعثّرة، وهذا بالذات أشاد به الأمير سطام وقال عنه إنّ التقرير شفاف، حين أعلن المتحدث في اللقاء عن مشروعات متعثّرة وتنقصها المعلومات، وأنّ هناك جهات غير متعاونة وأشار إلى: الحرس الوطني ووزارة الداخلية والعمل وهيئة الاتصالات.
نحتاج من أمين الرياض د. العياف انفعالاته وتوهّجه، وتلك الروح التخطيطية والتنفيذية التي يمتلكها، فالمرحلة القادمة بنية تحت السطح وبنية فوق السطح, وولادة مختلفة عن الولادات السابقة لأنها تتم في شوارع وطرق تشكِّل عصب وشرايين الرياض.
نحتاج إلى هذا الجدل الساخن والحاد الذي يتم على الطاولات، ونحتاج إلى مهارة وهدوء الأمير سطام بن عبدالعزيز في فتح الحوار والمحافظة على حرارته، وأيضاً جمع الفرقاء والشركاء والمراقبين على طاولة واحدة من أجل الرياض المدينة والمنطقة.