|
القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج - خالد أمين - نهاد ماجد:
حكمت محكمة جنايات القاهرة السبت بالسجن المؤبد على حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي لمسؤوليتهما عن قتل المتظاهرين إبان الثورة التي أطاحت الرئيس المصري السابق في فبراير 2011 وبرأت نجليه جمال وعلاء, وستة من قيادات وزارة الداخلية السابقين, وهم مساعدي العادلي, اللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة الأسبق، واللواء عدلي فايد مدير قطاع الأمن العام السابق، واللواء عمر الفرماوي مدير أمن 6 أكتوبر السابق، واللواء حسن عبد الرحمن رئيس مباحث أمن الدولة السابق، واللواء أسامة المراسي مدير أمن الجيزة السابق، وأحمد رمزي مدير قطاع الأمن المركزي سنة.
وقال أحد محامي مبارك إنه سيتم الطعن في الحكم أمام محكمة النقض. وأضاف المحامي ياسر بحر إن «هذا الحكم فيه عوار قانوني من كل ناحية وسنطعن عليه أمام محكمة النقض».
وفور النطق بالحكم هتف محامو أسر الضحايا «باطل .. باطل» و»الشعب يريد تطهير القضاء» وتلت ذلك صدامات لبضع دقائق داخل قاعة المحكمة.
كما وقعت اشتباكات خارج القاعة بين رجال الشرطة وبضع عشرات من أسر ضحايا الثورة على مبارك. ثم حدثت صدامات بين أسر الضحايا وأنصار مبارك المتجمعين كذلك خارج مقر المحكمة إلا أن الشرطة احتوت الموقف.
فيما شهد ميدان التحرير بوسط القاهرة تجمع عدد كبير من المارة أمام مجمع التحرير، واستمعوا للمحاكمة والنطق بالحكم عن طريق مكبرات الصوت الخاصة بإحدى سيارات الأجرة، والذين انتابتهم حالة من الغضب للحكم على مبارك بالمؤبد وليس الإعدام، فيما اختلف المتواجدون بالميدان حول الحكم على مساعدي حبيب العادلي بالبراءة، حيث رأى عدد كبير منهم ضرورة الحكم عليهم بالإعدام لاشتراكهم مع «العادلي» في قتل متظاهري التحرير.
ونقل مبارك فور إعلان النطق بالحكم، بناء على أمر من النائب العام المصري عبد المجيد محمود، الى سجن مزرعة طرة بالقاهرة حيث دخل المستشفى الموجود داخل هذا السجن.
وأكد مصدر أمني مسئول بقطاع مصلحة السجون المصرية أنه تم إيداع مبارك بالفعل سجن طرة عقب تلقي قرار النائب العام هاتفيا وفق نص القانون.
وأفاد المصدر الأمني بأنه لن يتم إخلاء سبيل أو الإفراج عن المتهمين علاء وجمال نجلي الرئيس السابق نظراً لحبسهما احتياطياً علي ذمة قضية الكسب غير المشروع المتهمين فيها. وأوضح المصدر أن العادلي موجود في السجن لصدور أحكام قضائية ضده في قضايا التربح وغسل الأموال ويضاف إليها الحكم الجديد بالمؤبد، أما عن كبار مساعديه فإنه سيتم الإفراج عنهم فور صدور قرارات بصحة الإفراج من النيابة العامة.
وكشفت مصادر عسكرية مصرية أن مبارك تعرض لأزمة صحية كبيرة، ربما تهدد حياته على أثر خروجه من قاعة المحكمة أمس بعد إدانته والحكم عليه بالمؤبد، وأكدت المصادر أن طاقماً طبياً متكاملاً أشرف على علاج الرئيس السابق داخل الطائرة، حتى يتمكن من الخروج والاستقرار في محبسه بسجن طرة.
وكان مبارك قد انهار فور وصوله إلى سجن طرة، وانتابته حالة هستيرية ودخوله في نوبة بكاء شديدة وتساقطت دموعه، وبدأ يردد بصوت عال «حسبي الله ونعم الوكيل.. أنا خدمت البلدي»، وقد رفض مبارك نزوله من على سيارة الإسعاف لدخول مستشفى السجن، وحاول الموجودون إقناعه بضرورة النزول لأنه حكم قضائي وقرار للنائب العام وسيتم تنفيذه بكل الأحوال، واستغرق الجدل أكثر من 15 دقيقة، وبعدها قام من حول مبارك بتهدئته وإنزاله من سيارة الإسعاف إلى سريره مباشرة بغرفة العناية المركزة المجهزة له خصيصاً داخل مستشفى سجن طرة الكائنة بعنبر المزرعة.
وأكد المستشار عاصم الجوهري مساعد وزير العدل بجهاز الكسب غير المشروع، أن فترة الحبس الاحتياطي الصادرة بحق جمال وعلاء مبارك في القضايا المتهمين فيها على ذمة قضايا الكسب غير المشروع تبدأ من السبت، بما يعني أنه لن يتم الإفراج عنهم. وأشار الجوهري إلى أن الكسب سبق وأن قرر حبس المتهمين 15 يوماً على ذمة التحقيقات في إبريل عام 2011، وبعد حصول المتهمين على البراءة في قضايا التربح التي حقق فيها النائب العام تبدأ فترة حبسهم الاحتياطي على ذمة قضايا الكسب. وكشف الجوهري عن أن الحكم على حسين سالم رجل الأعمال الهارب سيزيد من فرص استعادته إلى مصر من أسبانيا، لأن الحكم كان عادلاً وهذا من أهم الشروط التي وضعتها أسبانيا لتسليم المتهم ونجليه.