فقد الزملاء والأحبة على النفوس كبير وفراقهم جد عسير، ولقد فجعت بوفاة أخي الأستاذ عبدالمحسن بن محمد التويجري وهذه سنة الحياة والآجال مكتوبة بيد الله سبحانه وكما قيل:
وكل أخ مفارقه أخوه
لعمر أبيك إلا الفرقدان
إن الشيخ عبدالمحسن قامة تربوية وأدبية كان له أثر في الميدان التربوي في هذه البلاد المباركة، وقد أبدع وأجاد في كل ما أوكل إليه من عمل سواء في وزارة المعارف ووزارة المالية ووزارة الزراعة، وكان يكره الأضواء ويحب دائماً أن يكون بعيداً عنها.
لقد كان طموحاً في دراسته حيث حصل على شهادة دار التوحيد ثم كلية الشريعة بمكة وتخرج منها عام 1373هـ وعين بعد ذلك مديراً لمعهد الأحساء ثم في المجمعة ثم مديراً للتعليم في القصيم وغير ذلك، فكان من رواد التعليم والثقافة الذين أثروا بلادهم في أهم المجالات وساهموا في نهضتها وخدموا أمتهم خدمة جليلة في مجالات متعددة كنت في كل لقاء به أقول: إنك تاريخ تعليمي وإداري حافل ولعلك تكتب سيرتك الثرية في هذا المجال.
رحمك الله يا من كنت نعم الصديق الوفي واجتمعت فيك من الشمائل أحسنها ومن الأخلاق أفضلها، وعزاؤنا فيك ما تركته من سيرة حسنة وأعمال في ميادين التربية والتعليم وأبناء بررة صالحين، وإيماننا بأن هذه غاية لكل حي والكل إليها يسير، وكأن لسان محبيك وأصدقائك يرددون قول القائل:
إني أعزيك لا أني على ثقة
من الخلود ولكن سنة الدين
فما المعزِّي بباق بعد صاحبه
ولا المعزَّى وإن عاشا إلى حين
وأسأل الله أن يجمعنا في الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
عضو الجمعية العلمية السعودية للغة العربية