ما إن ينتهي الموسم الرياضي أو يكاد حتى يستبدل غالبية الإعلام المحسوب علينا كسعوديين (جلده) ليتحوّل إلى مُختلِق ودعائي ومروّج لبضاعة صيفية موسمية مملة؟!
تلك البضاعة المتمثلة بأخبار التعاقدات والانتقالات اليومية، والتي تصبح مادة يومية تتبارى معظم الوسائل الإعلامية إلى درجة التنافس على اختلاقها وتداولها بشكل محموم يدعو للشفقة؟!
يحدث ذلك على الرغم من إدراك مسيرو تلك الوسائل الإعلامية البائسة بأن المتلقي أضحى أكثر قناعة، بل أكثر يقيناً بأن تلك الأخبار ملفقة ووهمية ولا أساس للغالبية العظمى منها من الصحة.. بمعنى أنها أضحت بضاعة كاسدة.. ومع ذلك لا تتوقف عن عرضها صبيحة كل يوم ؟!
كم من الأخبار التي تتبناها تلك الوسائل، والتي تحيطها بهالات كبيرة جداً من الأضواء والعناوين البارزة والبراقة ثم ما تلبث أن تتبخر على طريقة (كلام الليل يمحوه النهار) لتبدأ مجدداً في اختلاق أخرى من ذات العيار الثقيل (الدم)؟!
إنني أحلم بصيف لا تتجاوز فيه نسبة عرض هذه البضاعة (50%) وليس الاختفاء الكلي، أو حتى الربع أو الثلث، لأن ذلك ضرب من ضروب المستحيل على اعتبار أن الطبع يغلب التطبّع، وأن من شبَّ على شيء شاب عليه، لا سيما إذا كانت تلك البضاعة تدر أرباحاً؟!
***
المفسدون في الأرض!
لا أعتقد بأن شراء الأقلام والذمم وتسخيرها إما لتلميع الأشخاص أو الدفاع عن أباطيلهم، أو للقيام بالمهمتين معاً، لا أعتقد بأنه خارج إطار الفساد والإفساد في الأرض.. ولا يستثنى من ذلك أي مجال من المجالات طالما أن المسألة إناء يستوعب التدليس والغش والتغشيش والذب عن الباطل وأصحابه وتحويلهم إلى نماذج مضيئة تُحتذى؟!
على سبيل المثال - ومنذ عدة سنوات، فاحت الكثير من الروائح (النتنة) حول تورط رهط ممن يحملون أمانة الكلمة بالانغماس في وحل تلك الممارسة، إذ رضوا لأنفسهم أن يكونوا أدوات رخيصة في أيدي بعض الشخصيات التي دلفت إلى الساحة الرياضية من الأبواب الخلفية طمعاً في تحقيق مكاسب ومطامع من نوع ما؟!
وعلى الرغم من اتضاح الأهداف الكامنة خلف قبولهم لتلك المهمات وبالتالي اتضاح تورطهم من خلال حماسهم المتّقد، ونشاطهم غير العادي إلى حد التفرّغ التام لأداء مهماتهم (الخاصة) تلك مع إهمال واجباتهم الأساسية، بل توظيف تلك الواجبات الأساسية المفترضة في كثير من الأحيان لخدمة الأهداف والأغراض الخاصة الموكلة إليهم.. ورغم التنبيهات والتحذيرات التي ما انفك الشرفاء يرسلونها بين الفينة والأخرى عبر أطروحاتهم.
إلاّ أن الذين يفترض فيهم التصدي لهكذا خروج عن جادة أخلاق المهنة وآدابها، ظلوا يضعون في أذن طيناً وفي الأخرى عجيناً إلى أن بلغ السيل الزبى، وأضحى أولئك لايخجلون من التفاخر والتباهي بانضوائهم تحت ألوية تلك الشخصيات وبخدمتها دون حياء ؟!
***
مجهر (تويتر)؟!
كنت أقضي وقتاً لا بأس به في متابعة (تويتر) و(المتوترين) وبخاصة ما يتعلق بالشأن الرياضي تحديداً.. ولكنني انقطعت عن المتابعة (هرباً) وحفاظاً على ما تبقى لديّ من ظن حسن بعد ما قرأت من تجاوزات ومن (عك) لغوي ولفظي وإملائي في طرح بعض المنتسبين للإعلام، وبخاصة بعض أولئك الذين صدّعوا رؤوسنا وأصابونا بالغثيان لكثرة ظهورهم وثرثرتهم عبر الشاشات صباح مساء.
وخلال الأيام الأخيرة دعاني الفضول لزيارة (تويتر) لأصاب بالدهشة، وإن شئت فقل (الصدمة)؟!
ففضلاً عن ارتفاع معدل (البلاوي) التي كانت سبباً في هربي.. رأيت وقرأت العجب العجاب؟!
سباب، شتائم، لعن، قباحة، تنابز بالألقاب، معايرة بكون الإنسان على جانب من التدين! (أعوذ بالله).
فهل هذه هي أخلاق المسلم؟ لا، ورب البيت.
(.. وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا)
أحمد الفريدي
(أعلّمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني)
