إنه زمن عبدالله، زمن المشاريع الكبرى والإصلاحات الهامة والانفتاح على الآخر وحوار الأديان وبرامج الابتعاث إلى الخارج، هكذا سيكتب تاريخ هذا الوطن الشامخ بمداد من الذهب الخالص.
أما بالنسبة للمشاريع الكبرى فلا نستطيع حصرها أو تعدادها، وكذلك الأمر بالنسبة للإصلاحات الهامة، أما الانفتاح على الآخر فقد أصبح فيه المواطن السعودي يتقبل التعايش السلمي ويحترم عادات وتقاليد وأفكار وثقافة الآخر شريطة أن يحترم الآخر عاداته وتقاليده وأفكاره وثقافته الإسلامية والعامة على حد سواء، أما حوار الأديان الذي لم يجربه قبل عهد عبدالله - المثقف والشيخ والمفكر السعودي لعدم ثقتنا بأنفسنا أولاً ولخوفنا من أن تؤثر في قناعاتنا الاديان الاخرى، قبل أن نفكر أن ديننا الحنيف هو الذي يؤثر في قناعات الآخر لأن التجارب أثبتت أن الغلبة في الإقناع هي لصالح الرأي الإسلامي (السديد) تماماً كما قال الشاعر:
(أنت كي اسمع رأيك
فاستمع رأيي لاسمع
انت لن تقنعني بالرأي (بالقوة) ما لم، من صحيح العقل أقنع).
***
أما فيما يخص برامج الابتعاث فلم يحظ مواطنو أي دولة في العالم بما حظي فيه مواطنو المملكة في عهد عبدالله وبأرقى جامعات العالم، وهذا المنجز.. بشكل خاص هو فخر تاريخي لأي مواطن سعودي لا يسمح لأي كان أن يشكك فيه أو يشكك بالمستفيدين منه من أبنائنا الطلبة مهما ادعى بعض المشككين (في سلبياته المختلقة) ولو بحجة تأثرهم بأفكار الغرب أو الشك بانغماس الطالب في (المغريات) المحرمة أو تأثير الاديان الأخرى (في بلدان الابتعاث) على عقيدة الطالب السعودي المسلم وهنا بالضبط نريد أن نسأل المشككين في هذا البرنامج التاريخي العلمي العصري وخصوصاً من يريد الغمز واللمز بمبتعثي الولايات الامريكية المتحدة على وجه الخصوص، أقول نريد أن نسأل (الغمازين اللمازين) السؤال الآتي ولاسيما فيما يخص تهمة تأثير الاديان على عقيدة طلابنا هناك ولنتفق جدلاً أن أغلبه سكان أمريكا نصارى فهل نرسل طلابنا إلى اليابان مثلاً وأغلبية سكانها بوذيون، أو نرسلهم إلى الصين - مع أن رسول هذه الأمة والأمين عليها محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم قال (اطلبوا العلم ولو في الصين) فهل هؤلاء المتشككون الغمازون اللمازون أحرص من الرسول على أمته؟! مع أن الصين بعضها يعتنق البوذية والبعض الآخر يعتنق (الشيوعية الماوية) وأيضاً نريد أن نسأل الإخوة إياهم هل نبعث طلابنا إلى الاتحاد الاوروبي وكلّ سكان الاتحاد مسيحيون وإذا افترضنا - جدلاً - أن أولئك المشككين يريدون اتبعاثهم إلى البلاد الإسلامية أو العربية مع أن سكان أكثر البلاد الإسلامية تتعايش فيها أديان مختلفة كالهندوسية والزرادشتيه والمجوسية، والبلاد العربية أيضاً يتعايش فيها مسيحيون كاثوليك ومسيحيون أقباط وأديان أخرى، ومن هنا فإننا لو (نبشنا) خارطة العالم بلداً بلداً فإننا لن نجد بلداً (إسلامياً خالصاً) يصلح لابتعاث ابنائنا - حسب وجهة نظر الإخوة اياهم الاّ اذا كانوا يريدون ابتعاثهم إلى أفغانستان (!!) باعتبارها كانت أول دولة خلافة إسلامية في هذا العصر أقامتها طالبان (!!) لربما، لربما هكذا تفكرون!!