((إذاكنتم جميلين فابقوا جديرين بجمالكم، وإذا كنتم بشعين فاعملوا على أن تنسي معرفتكم بشاعتكم))
- حكمة يونانية -
للجمال فلسفة عميقة ارتبطت منذ القدم بالفلاسفة اليونانيين وأبرزهم ارسطو لكنني في مفهوم بسيط له أجده في القدرة على رؤية البياض في السواد والنور في الظلام وفي كل الخير الذين وهبهم الله القدرة على الصفاء الداخلي وتطهير الروح من شرور الرغبات المتكئة على ضرر البشر هم الذين يستطيعون التمتع بالجمال الداخلي.
ايليا ابو ماضي حين قال:
والذي نفسه بغير جمال
لا يرى في الوجود شيئا جميلا
كان يدرك ان الجمال الخارجي ينبع من دواخلنا.
الاشياء من حولنا والرموز لا تتغير إنما رؤيتنا لها تكون حسب افكارنا وقناعاتنا.
من أجمل ما قرأت قصة امرأة تجاوزت الثمانين من عمرها وما زالت ترى في الحياة من حولها جمالاً بهياً، وحينما ذكرتها ابنتها بمصائب الحياة التي مروا بها قائلة: احترق بيتنا يا امي وولدتِ طفلا معاقا وأصيب أبي بالسرطان ثم مات.
أجابتها بهدوء: يا ابنتي في كل هذه المصائب رأيت حكمة الهية وجمالا تشبثت به لأستطيع مواصلة الحياة بكثير من الجمال.
واسترسلت :في حريق البيت حمدت الله إننا جميعا خرجنا منه ولم يصبنا أي ضرر، والطفل الذي ولدته معاقا علمنا معنى العطاء ونعمة الشكر لله على تمتعنا بالعقل.
أما مرض والدك بالسرطان ومن ثم وفاته فقد جعلتنا أكثر قربا وتماسكا مع بعضنا بعضا والتففنا لأول مرة حوله، إذا اعتدنا ان نبحث عن الجمال فسوف نجده في دواخلنا فالحياة باتساعها ليست الا ما نراه نحن من قسمات وجهنا فإن لم تكن عيوننا جميلة ومنظارنا للأشياء إطاره الجمال فإن الحياة سوف تضيق برؤيتنا وربما أدارت لنا ظهرها ومضت بأجمل ما فيها.
nahedsb@hotmail.com