|
نوقشت يوم الثلاثاء الماضي في قسم الأدب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية رسالة الماجستير المقدمة من الطالب عبد الله بن فهد بن محمد الغانم بعنوان: (الإرهاب في الرواية السعودية.. الرؤية والأداة)، وقد تكونت لجنة المناقشة من خمسة مناقشين هم: الدكتور عبد الملك بن عبدالعزيز آل الشيخ الأستاذ المساعد في الكلية المشرف على الرسالة مقرراً والدكتور. إبراهيم بن محمد الميمن الأستاذ المشارك في المعهد العالي للقضاء المشرف المساعد على الرسالة مقرراً مساعداً والأستاذ الدكتور. سعيد بن عبد القادر يقطين الأستاذ الزائر في الكلية عضواً والأستاذ الدكتور. محمد بن إبراهيم القاضي الأستاذ في الكلية عضواً والأستاذ الدكتور. عبد الرحمن بن عثمان الهليل الأستاذ في الكلية عضواً، وقد استمرت المناقشة أكثر من ثلاث ساعات وقررت اللجنة منح الطالب درجة الماجستير بتقدير ممتاز.
تأتي هذه الدراسة إبرازاً لدور الأدباء والمثقفين في بناء المجتمع والتوقف عند الأعمال الإبداعية التي أخذت على عاتقها المواجهة الجسور لإرهاب الجماعات الضَّالة, وتأتي الرسالة أيضاً امتداداً لجهود الجامعة في الوقوف ضد التيارات الهدامة والأفكار المنحرفة حيث أقيم في رحاب الجامعة مؤتمر (الأدب في مواجهة الإرهاب) في شهر ربيع الأول من هذا العام.
وقد قامت هذه الدِّراسة على ستٍ وعشرين رواية تم اختيارها من أصل ثلاثٍ وثلاثين رواية صدرت جميعها مؤخرًا وبالتحديد بعد أحداث 11 سبتمبر عام2001م، حيث كان هذا التاريخ مفصليًّا بالنسبة لجميع الكُتَّاب والمثقفين السعوديين خصوصًا كُتَّاب الرواية، فهذا الحدث لم يمر بسهولة خصوصًا أحداث الإرهاب التي شهدتها المملكة حيث جاءت متسلسلة بعد هذا التاريخ, فكان لربط الأحداث الروائيَّة بهذا التاريخ دور كبير تم رصده في الدِّراسة، ولقد كان المنطق المتحكِّم في اختيار الروايات هو مدى توظيفها لعنصر أو (تيمة) الإرهاب, وأن يكون كاتبها سعودي الجنسية، وقد جاءت الدراسة في ثلاثة فصول يتقدمها تمهيد وتعقبها خاتمة، حيث تناول التمهيد مبحثين: الأول خصص لمفهوم الإرهاب، والثاني خُصِّص للحديث عن مقاومة الأدب للإرهاب في البلاد العربية.
أما الفصل الأول فتناول الخطاب الفكري في الرواية، ففي المبحث الأول حديث عن الخطاب الفكري المنحرف وتاريخه من خلال الرواية، ثم المبحث الثاني لمصادر الخطاب المنحرف ومكوناته في الرواية، وجاء المبحث الثالث للحديث عن الخطاب الرافض للإرهاب في الرواية، ثم المبحث الرابع نقد للخطاب الفكري في الرواية والوقوف على التجاوزات الفكرية وتقويمها.وفي الفصل الثاني تناولت الدِّراسة الجانب الفني وهو الحديث عن الإرهاب وعناصر الحكاية، فجاء المبحث الأول للحديث عن الشخصية الإرهابية صفاتها وملامحها وضحاياها ثم أسباب انجرافها، وجاء المبحث الثاني للحديث عن الحدث الإرهابي وبراعة توظيف الأحداث الحقيقية أو المتخيلة في الرواية، أما المبحث الثالث فخصص للمكان الإرهابي وعلاقته بالحدث الإرهابي والشخصية الإرهابية، والمبحث الرابع تناول الحديث عن أحداث الإرهاب في الزمن في القديم والزمن الحديث.
أما الفصل الثالث والأخير فيتناول الإرهاب وعناصر الخطاب في الرواية، ففي المبحث الأول جاء الحديث عن أساليب القص بأنواعها الثلاثة وإسهامها في الجانب الفني الروائي لظاهرة الإرهاب، وفي المبحث الثاني الرؤية السردية التي استخدمها كاتب الرواية، وجاء المبحث الثالث للحديث عن التفاعل النصي بين الروايات مصادر الدِّراسة.
الجدير بالذكر أن الباحث أحد منسوبي وزارة الداخلية برتبة (نقيب) وملحق للعمل في سفارة خادم الحرمين الشريفين في باريس حيث يعمل بالقوات الخاصة للأمن الدبلوماسي وهو الجهاز المسؤول عن أمن وحماية سفارات المملكة بالخارج، وكذلك حماية السفارات والممثليات الأجنبية في المملكة.