|
الرياض - واس:
نجح فريق نسائي سعودي في رحلة التحدي والتغلب على التعب الجسدي بإصرار في الوصول لثمرة الكفاح، بروح الفرح والسعادة، ببلوغه معسكر السلام في جبال الهملايا « بيس كامب «، على ارتفاع 4500 متر فوق سطح البحر، مجسداً الإرادة وقوة التحمل.
وكانت انطلاقة الرحلة لتوعية المرأة بسبل الوقاية من مرض سرطان الثدي ومكافحته من خلال تبني نمط حياة صحي والمحافظة على ممارسة الرياضة والنشاط البدني في إطار حملة « رحلة نساء جبل إفرست « التي دامت أسبوعين بمشاركة صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز وعشر نساء بالتعاون مع جمعية زهرة لمكافحة سرطان الثدي وبرعاية من وزارتي التربية والتعليم والصحة.
وقالت صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز في كلمتها أمس خلال المؤتمر الصحفي المنعقد في فندق الفيصلية : إنه بفضل الله استطعنا رفع علم المملكة العربية السعودية في القمة وتذوقنا طعم الفرح والنجاح إلا أن رحلة العودة كانت ذات مذاق مختلف لكون الفريق حقق هدفه في أن يثبت للعالم ما يمكن للمرأة السعودية أن تحققه، مشيرة إلى أن فريق التحدي ضم نساء ممن لديهن صلة قرابة بالمصابات بمرض سرطان الثدي أو ناجيات منه، بعد أن خضعن لتدريبات مكثفة خلال خمسة أشهر سابقة تضمنت اللياقة البدنية لاجتياز صعوبات التسلق عبر رحلة هي الأولى من نوعها لنساء من المملكة العربية السعودية.
وشبهت سموها مراحل صعود الجبل بمراحل علاج مريض السرطان من ناحية تشابه الأعراض وهي الدوخة وفقدان الشهية وقلة الأوكسجين في الجسم وقلة النوم والصداع وقالت « هناك أناس ينهون مرحلة العلاج ويشفون منه أو أناس ينسحبون ولا يكملون أو آخرون يفشلون ولكنهم يحاولون «.
وشددت سموها على أهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي وضرورة ممارسة الرياضة والمشي لأنه متى كان الجسم سليماً فيستطيع التغلب على مرض السرطان.
عد ذلك شاهد الجميع كلمة شكر مسجلة لمعالي وزير الصحة الدكتور عبدالعزيز الربيعة، ثم عرضاً تسجيلياً عن الرحلة منذ بدايتها حتى العودة إلى أرض الوطن. وفي الختام فتح مجال للإجابة عن التساؤلات ثم قامت سمو الأميرة ريما بنت بندر بتكريم الفريق المشارك والرعاة بدروع وهدايا تقديرية.
وأبرزت المشاركة لينا المعينا لواس تعدد مبادرات المرأة السعودية في كل المجالات الإنسانية للإسهام بنشر الوعي تجاه ما يهم المرأة مما يجسد جانبا مما حققته المرأة العربية المسلمة التي جمعت العلم والأخلاق والثقافة.
وقالت: في البداية بصفتي أم ولدي أطفال أحزنني أن أفارق أسرتي لأيام لكنني وجدت الدعم الكبير والتشجيع الذي لم أتوقعه سواء من الأسرة أو البيت أوحتى من معلمي ومعلمات أبنائي بالمدرسة فانعكست فكرة الرفض التي كانت في بداية طرحي للموضوع إلى الموافقة والتشجيع.
وأوضحت أن الفريق ركز قبل الرحلة على الالتحاق بدورات رياضية مثل المشي مع حمل الأثقال وتمارين خاصة للأرجل والركض والتنس لتعويد الجسم على المشي والتسلق لمسافات طويلة كذلك من ناحية الأكل حرصنا على تناول المواد الغنية بالكالسيوم والبروتينات والفيتامينات وخاصة التمر لأنها تمد الجسم بالطاقة والإكثار من شرب الماء، مبينة أنه أحيانا يستغرق المشي والصعود في اليوم من 7 إلى 14 ساعة في أوقات النهار فقط فيما بقية الوقت بين الراحة والنوم، وأن الرحلة تضمنت 10 أيام في الطلوع و5 أيام في النزول.
فيما أكدت مشاعل الحجيلان أنه مع وجود العزيمة لا يوجد المستحيل، وقالت: إن الشعور بالسعادة حين الوصول للقمة والعودة سالما لا تعبر عنها الكلمات والعبارات «، مبينة أن الفريق كان كالجسد الواحد إذا أحسسنا بالتعب النفسي أو الجسدي شجعت كل منا أختها وحاولنا التخفيف عن بعض بالاحتواء والمحبة وطرح المواضيع المضحكة وبعض القصص لنستطيع بعدها إكمال المشوار بحيوية ونشاط.