|
الجزيرة - أحمد القرني:
تمكَّن فريق طبي في مركز الأمير سلمان لطب وجراحة القلب بمدينة الملك فهد الطبية من إجراء أول عملية غرس دعامة قابلة للامتصاص الحيوي داخل الشريان التاجي لمريض سعودي في العقد الخامس من عمره يعاني من انسدادات الشريان التاجي.
وقال الدكتور مصطفى يوسف مدير مركز الأمير سلمان لطب وجراحة القلب رئيس الفريق الطبي، إن المدينة ممثلة بالمركز عمدت إلى استخدام تقنية الدعامات الذائبة والمفرزة للدواء يتم وضعها داخل الشريان والتي بدورها تستطيع المحافظة على الدواء وإفرزاه بشكل تدريجي خلال أشهر، الأمر الذي يؤدي إلى إفراز الدواء داخل الشريان ومنع أو تقليل حدوث تضيق في الشرايين التاجية، حيث تعمل على توسعة الشرايين بنسبة تصل إلى 100 في المائة.
وحول اختلاف الدعامة المعدنية عن طريقة وعمل الدعامة المغلفة بالدواء ذات تقنية الذوبان الحديثة، بيّن الدكتور مصطفى يوسف أن هناك تشابهاً كبيراً بين طريقة زرع الدعامة المعدنية والدعامة القابلة للامتصاص في شريان المريض، إلا أن الأخيرة تعمل على إذابة المادة المغلفة داخل الجسم خلال عامين متحولة إلى غاز وماء دون أضرار، موضحاً أنها تجعل الشريان التاجي خالياً من أي أجسام غريبة، وهذا يمكّن الشريان من التمدد بحيث يسمح للدم بالانسياب، مقارنة بالدعامة المعدنية الدائمة التي تظل داخل الشريان معيقة لحركته.
وبيّن رئيس الفريق الطبي أن تقنية الدعامة القابلة للامتصاص تعمل على توفر العديد من الفوائد مقارنة بالدعامات المعدنية، ولذلك فإنها يمكن أن تعتبر إنجازاً مهماً للتطورات التقنية الطبية، كما أنها قد تكون مفيدة بشكل خاص للمرضى الأصغر سناً، وذلك لوجود خيار لأشكال أخرى من المعالجة في المستقبل، وهذا أمر لا يتوافر في تقنية الدعامة المعدنية، مؤكداً أن الحالات التي ستطبق عليها تقنية دعامة الامتصاص ستكون محدودة في الوقت الحالي، الأمر الذي يساعد على تطور هذه التقنية لتتسع وتشمل عدداً أكبر من المرضى.
وأضاف:» تُجرى سنوياً في العالم أكثر من مليوني عملية تثبيت دعامة معدنية الشرايين التاجية المتضيقة، كما تُجرى عدة أضعاف لهذا الرقم من عمليات قسطرة القلب لفحص الشرايين التاجية، لافتاً إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى إخضاع تقنيات حديثة تساعد على علاج المرضى وتسخير كل الإمكانات كتقنية الدعامة المغلفة بالدواء.
وأبان مدير مركز الأمير سلمان لطب وجراحة القلب أن تقنية دعامة تغليف الدواء تستخدم في مراكز متخصصة مُقلة في العالم، وقد أظهرت نتائج ممتازة مع المرضى، الأمر الذي ساعد المركز على جلب هذه التقنية والعمل على استغلالها في تحسين الخدمات المقدمة للمرضى المحتاجين لعمليات قسطرة الشرايين.