توهّمتَ الصباحَ دجىً يعنُّ
وما بين الدَّجى والضوءِ قرنُ
فثرتَ مهاجماً من غير حسٍّ
هُزِمتَ هُزِِمتَ ما للفوز وهنُ
لماذا؟ كيف تهجمُ؟ كيف تنوي
مُعارَكةً، بلا سببٍ تشنُّ؟!
أتوقظها وقد نامت؟ لماذا؟
ألمْ تر من يصيح ومن يئنُّ؟
فثمة فارقٌ ما بين داعٍ
إلى خيرٍ ومن للشرِّ يرنو
حسبتكَ قبل عدْوِكَ مثل راسٍ
فكنتَ الهشَّ يعلو الهشَّ نتْن
وكنتُ أخالُ فيك الفنَّ وجهاً
أصيلاً لو ترى، ما فيك فنُّ
عرفنا كلَّ شيءٍ، أنت بوٌّ
وكلُّ فصيحِك المشبوهِ رطنُ
تعلَّقُ بالجبال وأنت ماذا
أقول؟ وللتَّدحرج من يحنُّ؟
هجومُك أحمقٌ ونداكَ وهمٌ
ونونك مُلمِزٌ وسلاك حزن
ونبضُك أرعنٌ ورؤاك شؤمٌ
وقربك هنَّةٌ والضِّحكُ خنُّ
عزمتُ على اقتلاعك قيل مهلا
بلا عرقٍ وما للضِّرس غصن
رماداً صار جمرُك من زمانٍ
فوارى ظهرَك المنثورَ دفنُ
تبرأَ منك - مذْ سمُّوكَ - معدٌ
كذلك يشْجُبُ فنفاك معنُ
ركبتَ الشدْوَ عرياً لا زمامٌ
يروِّضُه ولا سرجٌ يجنُّ
*****
هيا متشاعراً والشِّعر يزري
وللشعراء سمٌّ مستجنُّ
تجمعتِ البلادةُ فيكَ حتَّى
[هبنقةٌ] كأنَّكَ مطمئنُّ!
فللفنِّ الرصين رؤى إذا ما
بدتْ يشدو بها الشهمُ الأغنُّ
إذا للحقِّ عند البعض صمتٌ
فما للشِّعرِ في الأحياء سجن
نصوغ الحبَّ إحساساً أنيقاً
أيتلو لتَّه بيديْك عجنُ؟
صفوفاً لو يقيم الشعرُ - يوماً-
فحولاً قيل لي الخنذيذُ ابنُ
وإن أشهرتُ للطاغين عزمي
تعوَّذ إنسُهم وارتاع جنُّ
وأحلمُ حين أحلمُ ليس عجزاً
ولكنْ للتَّوافهِ ليس أدنو
.. تسير على الهوامش من زمانٍ
ألمْ تعلمْ؟ ألم ينهرْك متنُ
أغرَّك من شبابكَ في مسنٍّ
تجرِّبُ، ما [أبان] الغثَّ سنُّ؟
شبابُك - لو عرفت - أمام قرمٍ
كعصفور يشذّبُهُ ويحنو
وهمزك - لو عقلتَ - بغير ماءٍ
به تحيا النُّهى وله تسنُّ
فنُونُك قبلها عينٌ ولام
وتاءٌ بعدها أسف تزنُّ
ونُونُك - لو عرفت - بغير فهمٍ
ولا بصرٍ أكلُّ رؤاك ظنُّ؟
تقمَّصك الغرور فصرت تهذي
ولا ضيراً بهذيِك ذا ونحنُ..
أجلُّكَ، لو نظرتَ بعين واعٍ
وصابَ - بمحتوى فحواك - حسْنُ
لماذا شئتَ من عالٍ سقوطاً
بظنٍّ ما له في الحسْن ظعنُ؟
فخلِّ البغيَ - إن أحببتَ نصحي -
ووهما ما له ذو العقلِ يعنو
ولا تعتبْ إذا قابلتَ رفساً
لأهلكَ إنَّ طبعَك لا يُحَنُّ..
Dammas3@hotmail.com