ذو الوشاح يغطي السواد زوايا الصورة معلنا الحداد يرتدي الصغير معطفه الأحمر يشم رائحة والده المغدور يبكي فراق الأحبة الحروب كانت بعيدة مدينة تغزو مدينة أصبح اليوم سيدها هو قاتلها وحارسها هو جلادها.
الدبابات تغزو الشوارع تقذف بقوة بقسوة تخترق الجدران والأجساد، يسقط خالد وسط الركام نظرات الصغير تحاكي نظرات خالد يودع خالد النهار.
تصبح الصورة أكثر عتمة تسمع صوت النحيب صوت البارود صوت الأمهات الثكلى عويل وصراخ دماء هنا وهناك شظايا في كل مكان النيران هي العنوان الصغير مكلوم لا يعلم ما حل بالحاكم والمحكوم يصرخ: أين أبي؟ قتلتم أبي، أريد أبي. يحتضنه رجل كبير يقرأ علية آيات الرحيم.
تصبح الصورة أكثر بأسا وظلاما يسقط الرجل الكبير عجزا و قهرا جثة هامدة يفجع الصغير يصبح الموقف أكثر رعبا يراقب، يصمت، يبكي لحظات يعم الصمت تتساقط الجثث واحدة تلو الواحدة.
البيوت تختفي، الأصوات تصمت النيران تنطفئ، الأكفان تتحرك، جنازات مهيبة الظلمة حالكة والأكفان مضيئة تسير بخطوات عسكرية لا يوجد أفراد ولا جماعات لا أطفال ولا نساء الأكفان تحتشد أمام السور والباب الكبير.
يرتعب ذو الوشاح يأمر بإغلاق الأبواب يسقط من يده ألف سهم ومن رأسه ألف سيف يحاول إمساك المفاتيح يتفاجأ بسقوطها واحدا خلف الآخر ينادي السفير والوزير يخذله الموقف يهزمه الدعاء بزلزال عظيم تتساقط الجدران رغم الحارس يختفي السور تسقط الأبواب تسير الأكفان تجاه المرعوب بصمت مهيب.
يلتزم ذو الوشاح السكوت ويترقب يومه المفجوع يلتزم الصمت يرفع رايته كالمعتاد يحاول إمساك الأمور لكنه في يومه الموعود ما عادت تنفع الأعذار هكذا نهاية الجزار.
هيفاء صفوق