دمشق - نيويورك - عواصم - وكالات:

قدم المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي عنان أمس الخميس اقتراحاً جديداً لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في محاولة أخيرة لإنقاذ خطته التي فشلت في تحقيق السلام في سورية التي أصبحت على شفا حرب أهلية بعد عنف مستمر منذ 15شهرا.

وقدم عنان اقتراحه في كلمتين في اجتماع مغلق لمجلس الأمن وكلمتين أيضاً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المكونة من 193 دولة في الساعة العاشرة صباحا أمس وكذلك الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وقال دبلوماسيون إن اقتراح عنان الجديد يقوم على تشكيل مجموعة اتصال تضم روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ولاعبين إقليميين أساسيين لهم تأثير على الحكومة والمعارضة السورية مثل السعودية وقطر وتركيا وإيران.

وحذر المبعوث كوفي عنان من اندلاع (حرب أهلية شاملة) في سورية داعياً الأمم المتحدة إلى التحرك سريعاً في سورية. وقال عنان أعتقد انه سيكون هناك قمع وحشي ومذبحة وحتى حرب أهلية شاملة سيخسر فيها كل السوريين. وأضاف أنه دعا الرئيس السوري بشار الأسد إلى تغيير التكتيكات بشكل جذري عندما التقيا في دمشق الأسبوع الماضي ولكن منذ ذلك الحين تزايدت وتيرة أعمال القصف والتفجيرات، كما ارتكب المسلحون الذين تدعمهم الحكومة أعمالاً مروعة بحق السكان المدنيين. وقال عنان (لقد أصبحت الدولة (سورية) اكثر استقطاباً واكثر تطرفاً. وبحسب دبلوماسيين فقد حذر عنان من ان الأزمة السورية (ستخرج عن السيطرة) إذا فشل الضغط الدولي على دمشق في تحقيق نتائج سريعة. وطلب عنان مجدداً من القوى الكبرى إبلاغ الأسد بأن عدم احترام خطة النقاط الست للسلام سيكون له (نتائج واضحة). وأكدت روسيا أمس أنها ستمنع صدور أي قرار من مجلس الأمن الدولي يجيز (تدخلاً خارجياً) في سورية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في استانا زيارة إلى عاصمة كازاخستان (لن يكون هناك تفويض (من الأمم المتحدة) لتدخل خارجي في سورية اضمن لكم ذلك). وأضاف (هناك أطراف في النزاع خصوصاً في الخارج ذلك الاسم المجلس الوطني السوري (ابرز ائتلاف للمعارضة السورية) لا يريدون مفاوضات مع النظام بل فقط مواصلة المعارك المسلحة إلى ان يمنح مجلس الأمن تفويضاً لتدخل أجنبي).

وكانت روسيا قد نددت في وقت سابق من أمس بالمجزرة الجديدة الهمجية في مزرعة القبير بمحافظة حماة معتبرة أنها استفزاز يهدف إلى إفشال خطة عنان بحسب الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش. ودعماً للموقف الروسي فقد أكدت الصين أيضاً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رفضها القاطع لحل الأزمة السورية عن طريق تدخل عسكري خارجي أو محاولة تغيير النظام بالقوة في هذا البلد. وقال المندوب الصيني الدائم في الأمم المتحدة لي باودونغ بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية نحن نرفض رفضاً قاطعاً حل الأزمة السورية عن طريق تدخل عسكري خارجي أو أي محاولة للتشجيع على تغيير النظام بالقوة. وفي اسطنبول حثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس الرئيس الأسد على تسليم السلطة ومغادرة سورية ووصفت المذبحة التي وقعت قرب حماة وألقي باللائمة فيها على مؤيدي الأسد بأنها فعل ينم عن انعدام الضمير.

إلى ذلك دعا المجلس الوطني السوري أمس (الجيش السوري الحر) الى شن هجمات عسكرية ضد القوات النظامية من أجل فك الحصار عن المناطق المحاصرة وحماية المدنيين السوريين ردا على المجزرة الجديدة في القبير بريف حماة التي راح ضحيتها 78 شخصا على الأقل. ودعا المجلس على لسان الناطق باسمه محمد سرميني (الجيش السوري الحر إلى تصعيد هجماته العسكرية من أجل فك الحصار عن التجمعات السكانية المحاصرة وحماية السوريين في مختلف أنحاء البلاد). واكد سرميني ان هذا من صلب مهمات الجيش السوري الحر واصفا ردود المجتمع الدولي وتحركاته من أجل إنقاذ الشعب السوري بالبطيئة. واكد رئيس فريق المراقبة الدولية بسورية أمس انه تم منع فريق المراقبين من الوصول إلى قرية مزرعة القبير. وقال الجنرال روبرت مود في بيان(تم إيقافهم في نقاط تفتيش تابعة للجيش السوري وتمت إعادتهم في بعض الحالات...وأوقف مدنيون في المنطقة بعض دورياتنا. وأضاف أنه تلقى معلومات من سكان بالمنطقة تفيد بأن أمن مراقبينا مهدد إذا دخلوا قرية مزرعة القبير.