المدينة المنورة - خاص بـ(الجزيرة):
روى شيخ الخطاطين وخطاط المصحف الشريف في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدنية المنورة الدكتور عثمان بن حسين طه قصته مع تاريخ كتابة القرآن الكريم، وقال أن الخط موهبة ومهارة وفن منْ الله بها عليه، وأنه ليس هناك إبداع بدون موهبة، التي هي استعداد فطري، وأن اكتشاف هذه الموهبة لايكون إلا من خلال خبير، وقال إن أستاذه الذي تعلم على يديه هو الخطاط الكبير محمد المولوي، وأضاف أن أول لوحة كتبها بخط الثلث عام 1951م، وقال : إن والده سأله « هل تظن أنك ستكتب المصحف في يوم من الأيام؟ مضيفاً أن كل خطاط يحلم بأن يتوج عمله وجهده بكتابة كتاب الله، جاء ذلك في الحوار مع الخطاط عثمان طه، وفيما يلي نصه:
* كيف بدأت مسيرتكم مع الخط، وهل تذكرون قصة البداية تحديداً من الناحية الزمانية والمكانية؟
- لا أذكر بدقة تاريخ ميلي إلى الخط، إلا أنني كتبت خطوطاً جميلةً في بداية دراستي، ولي دفتر كتبت فيه نظماً في العقيدة والفقه و العبادات، وكان عمري لا يتجاوز الثامنة حينئذٍ، والدفتر هذا عندي حالياً.
كان والدي - رحمه الله - شيخ الكتَّاب وإمام المسجد وخطيبه، يدرِّس أولاد القرية والقرى المجاورة في كتّابٍ في قريتنا، نتعلم فيه القرآن الكريم، والأدعية المأثورة، وشيئاً من فقه العبادات، ومبادئ قواعد اللغة العربية، وحفظ بعض المتون، وشيء من الخط العربي - الرقعة - وذلك لعدم وجود مدارس رسمية في المنطقة ثم أرسلني والدي إلى مدينة حلب - بعد استقلال سوريا من الاحتلال الفرنسي - حيث أتممت دراستي الابتدائية والمتوسطة والثانوية.
* الخط موهبة ومهارة وفن، منّ الله به على الإنسان، ولكنه علم أيضاً، فكيف جمعتم بين الموهبة والمهارة والعلم؟
- الخط موهبة ومهارة وفن مَنَّ الله بها على الإنسان، إن هذا الكلام جميل ودقيق وصحيح ويُعد تعريفاً شاملاً على كل الفنون والعلوم، إذ ليس هنالك إبداع من دون موهبة، والمهارة تأتي من خلال الصقل والممارسة فإذا اجتمع هذان العنصران الأساسيان يحصل الفن.
والموهبة استعداد فطري لدى الإنسان، يولد معه منذ الولادة، وهي في النفس البشرية كمون النار في الحجر، ومن ليس لديه موهبة لا يحلم بالإبداع أو التفوق.
* من الذي اكتشف موهبتكم في الخط؟ وكيف تم تنميتها؟
- إن كشف الموهبهَ لا يكون إلا من قبل خبير في هذا المجال، وكان أستاذي حين ذاك الخطاط الكبير/ محمد علي المولوي، فقد تدربت عنده في البداية وحصلت منه على توجيهات قيمة، وكنت أقضي معظم وقتي بعد الانصراف من المدرسة في مكاتب الخطاطين، أنتبه إليهم كيف يكتبون، وكيف يجلسون، وكيف يستعملون أدوات الكتابة، ثم أعود إلى مسكني وأقلّد ما كُنت أراه يومياً من الخطوط، ثم أعرض ذلك على أساتذة الخط فأحصل منهم على توجيهات وإرشادات فنّيهَ.
* هل تذكرون أول لوحة قمتم بكتابتها؟
- كتبت أول لوحة بخط الثلث عام 1951م. الآية الكريمة {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ} 53 سورة النحل. وذلك باستعمال الدهان بدل الحبر، وكان ذلك بداية انطلاقي نحو تعلم الأنواع الأخرى من فنون الخط.
* رحلتكم في كتابة القرآن الكريم متى بدأت، وكيف؟ ومن شجعكم عليها؟
- قال لي والدي يوماً هل تظن أنك ستكتب المصحف يوماً ما - حين رآني أقضي معظم وقتي في التدرب على الخط - مثل حافظ عثمان!؟ وكان حافظ عثمان - رحمه الله - من الخطاطين البارزين في كتابة المصاحف أيام الدولة العثمانية حوالي 1200?، حيث إن المصاحف التي كتبها طبعت وانتشرت في البلاد الإسلامية آنذاك، وكان كلام والدي هذا تحدياً لي ! فقلت لِم لا؟ وسترى إن شاء الله، وحين كتبت أول نسخة من القرآن الكريم لوزارة الأوقاف السورية - بطلب من رئيس الجمهورية - عام 1970م. أهديتُ والدي نسخة مطبوعة من هذا القرآن الكريم، وكتبت فيها (ها أنذا قد كتبت المصحف الشريف ياوالدي).
* هل كنتم تحلمون يوماً في كتابة القرآن الكريم؟
- كل خطاط يحلم أن يتوّج عمله بكتابة المصحف الشريف بعد ازدياد خبرته ونضوج خطه إرضاءً لله تعالى وطلباً للأجر والمثوبة من عنده سبحانه وتعالى.
* هل هناك خطاطون تتلمذت على أيديهم، ومن هم؟
- نعم لي أستاذة كثيرون في مجال الخط العربي، موزعون في البلاد العربية والإسلامية، ففي سوريا وفي مدينة حلب خاصةً الخطاطون الأساتذة: محمد علي المولوي، إبراهيم الرفاعي، حسين حسني التركي، والشيخ/ عبدالجواد الخطاط - رحمهم الله جميعا -.
أما في مدينة دمشق: الخطاط الكبير/ محمد بدوي الديراني - خطاط بلاد الشام - ومن العراق الأستاذ/ القدير محمد هاشم البغدادي، ومن مصر الأستاذ/ محمد عبدالقادر عبدالله - شيخ الخطاطين في مصر - رحمهم الله جميعاً -.
ودرست أيضاً كثيراً من الكّراسات والأمشاق للخطاطين الكبار أمثال: محمد حسني البابا، سيد إبراهيم، وكثيراً أيضاً من الخطاطين الأتراك: محمد شوقي، شفيق، سامي، محمد نظيف، وعبدالله الزهدي - خطاط الحرم النبوي الشريف - وآخرهم شيخ الخطاطين على مستوى العالم الإسلامي الأستاذ/ حامد الآمدي في مدينة استانبول - رحمه الله - حيث حصلت منه على إجازة في أنواع الخط العربي عام 1973م.
) هل كان لديكم برنامج محدد في كتابة القرآن الكريم؟
- لم يكن لدي برنامجٌ محددٌ في كتابة القرآن الكريم، إلا أنني كُنت أكتب المصاحف لدور النشر أو لمن يطلب ذلك برواية حفص عن عاصم المدني وبالرسم العثماني، وكنت كل ما أكتب مصحفاً أتشوق إلى كتابة آخر أتلافى فيه ما يقع لي من ملاحظات فنية في النسخة السابقة.
* كم مرة قمتم بكتابة القرآن الكريم؟
- قمت بعون الله وتوفيقه بكتابة المصحف الشريف أكثر من عشر مرات وبروايات مختلفة إلّا أن ما قمت بكتابته في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة أخذ مني اهتماماً زائداً وعنايةً فائقةً من حيث حسن الخط، وصحة الضبط، وروعة الإخراج، تحت إشراف لجنة علمية مؤلفة من كبار العلماء المتخصصين في علم القراءات والرسم والضبط.
* هل هناك أعمال أو استعدادات معينة كنت تقوم بها قبل أن تبدأ عملكم اليومي في كتابة المصحف؟
- قبل البدء بكتابة أي رواية أقوم بدراسة هذه الرواية علمياً بمساعدة اللجنة العلمية المشرفة على مراجعة المصحف الشريف ثم أقوم بإعداد صفحات القرآن المراد كتابته وذلك بتقسيمها إلى أسطر مرقمة، وتزيين هذه الصفحات بإطار زخرفي جميل، ثم تجهيز أدوات الكتابة من قلم، وحبر، وورق، ولوازم أخرى.
مع العلم بأنني أحرص دائماً على أن أكون على طهارة تامة، ونية خالصة، وهمة عالية، طالباً منه سبحانه وتعالى العون والتوفيق لإتمام هذه المهمة المقدسة.
* كم استغرق معكم كتابة المصحف كاملاً، وهل يمكن حصر ذلك في عدد من الساعات؟
- الخط كبقية الفنون عملٌ مزاجي، لذا فإنني أحاول أن أكون على نفسية راضية وراحة جسمية تامة لكي يأتي العمل متقناً بعيداً عن الوقوع في الأخطاء الفنية والعلمية أحتاج إلى التزام الهدوء والاعتكاف في مكتب العمل بعيداً عن المؤثرات الخارجية، وعلى هذا يستغرق كتابة المصحف الشريف من سنتين ونصف إلى ثلاث سنوات - مع المراجعة المستمرة من قبل اللجنة العلمية أثناء الكتابة - وبحدود ثماني ساعات عمل يومياً تتخللها استراحات بسيطة.
* كتابة المصحف الشريف، القرآن الخاتم، له طعم خاص عند الخطاط .. فماذا كنت تشعر وأنت تخط آيات كتاب الله؟
- إن الله سبحانه وتعالى هو الواهب لكل نعمة وأن موهبة الخط هذه نعمة وهبة منه لي أشعر بفضل الله علي وأنه سبحانه اختارني لهذه المهمة المقدسة من بين كثير من الناس فله الشكر والمنة دائماً وأبداً، كما اشعر باعتزاز وفخر بأني كاتب للقرآن وآياته الكريمة أتمنى منه سبحانه وتعالى أن يتقبل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم ويجعلها في صحيفة أعمالي.
لاشك أن الشعور المسيطر علي أثناء الكتابة هو الغياب التام عما يدور حولي من أمور الدنيا أعيش بين آيات زاخرات فيها الإعجاز، والحكمة، والبلاغة، والأحكام، والقول الفصل، آيات تبشر وأخرى تنذر، وآيات تبين ما وعد الله المتقين في الجنة من النعم، وعند انتهائي من العمل اليومي أنسى ما صرفت فيه من الجهد والتعب، بل أشعر بالراحة والرضى حين أتقن عملي.
* ماهي العناصر التي يجب توافرها لخطاط المصحف حتى يؤدي عمله كاملاً؟
- بإضافة إلى خبرته وإتقانه فن الخط عليه أن يَعُدَّ ما يقوم به من عمل في كتابة المصحف الشريف عملاً مقدساً، وأن يؤمن بهذا القرآن العظيم لأنه تنزيل من رب العالمين.
- وأن يكون الكاتب ملماً ببعض رموز ومصطلحات الآيات القرآنية حتى يتذوق طعم معاني ما يقوم بكتابته.
- وأن يكون ذا همة عالية يضع إكمال ما يقوم به نصب عينيه دون كلل أو ملل.
- وأن يكون صبوراً وبشغف كلما أنهى قسماً من الكتابة يتشوق إلى المزيد منه ولا شك أن التواضع من أولى صفاته لأن الغرور آفة كل علم وفن.
- أن يكون ملماً باللغة العربية وقواعدها، حتى يسهل عليه فِهمُ معاني ما يكتب.
- أن يتمتع بصحة جيدة من سلامة الأعضاء ولاسيما اليدين والعينين، وأن يبتعد عن كل ما يضر بصحته.
- أن يحاول قدر الإمكان استعمال اليد اليمنى في الكتابة تمسكاً بالسنة النبوية.
* لحظات لا يمكن أن تنسى وأنت تخط كتاب الله؟
- ولما كان كتاب الله هو أحسن الحديث فإني أتمتع بكتابة هذه الآيات الكريمة وأودُّ أن أعيش لحظات نفسية عميقة فتأخذني النشوة حين أتلو هذه الآيات التي أكتبها بأحسن ما لدي من خط فأعيش بين جمال الكلام وحسن الخط. يقول الشيخ/ حسين الخطاب - رحمه الله- شيخ القراء في مدينة دمشق - حين أنظر وأتأمل في صفحات القرآن في جمال الخط وحسن الترتيب: كأنني أعيش في روضة غناء.
طرفة حصلت لي أثناء الكتابة للقرآن الكريم - لحظة لن أنساها - ذلك بأنني كنت قد كتبت صفحة من القرآن الكريم وغبت عنها لحظة ثم رجعت إلى إتمام عملي هذا فوجدت أن أكثر الكلمات في هذه الصفحة قد محيت على الرغم أنه لم يدخل المكتب أحد غيري ولم أدر سرّ هذا الحدث فذهبت الظنون مني بعيداً بقيت يوماً كاملاً دون أن أهتدي إليه ثم توضح لي الموضوع ذلك بأن كبار الخطاطين قالوا إذا أضفت إلى الحبر شيئاً من السُكر أو العسل فإنه يعطيه بريقاً ولمعاناً يزيد في جمال الخط، فعلمت حينئذٍ أن الذباب يأتي ويلعق الحبر لحلاوته.
* هل كنت تعرض ما تخطه من المصحف على آخرين، ومن هم؟
- إن الخط العربي فن لا قرار له كلما كتبت شيئاً منه أرى نفسي بأنني أحتاج إلى مزيد من المعلومات حول إجادته وإتقانه، ولقد سبق أن ذكرت أن ما أكتبه يومياً يجري عَرْضُه على أعضاء اللجنة العلمية المكلفة بتدقيق المخطوط ومراجعته، وأستمع إلى آرائهم وأتزود بإرشاداتهم كما يعرض المطبوع من المصاحف على الناس جميعاً.
* بعد أن أتممت كتابة المصحف ماذا فعلت؟
- إنني لم أكتب مصحفاً واحداً فقط، حيث قمت - بعون الله - بكتابة مصاحف عديدة بالروايات المتواترة المشهورة، والعمل مستمر في هذا المجال لإكمال تنفيذ ما بقي من الروايات حسب طلب المسئوولين في المجمع، ليس لي بعد إتمام كتابتي لمصحف ما إلا أن أتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالشكر والامتنان على فضله وعونه وتوفيقه (وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب).
* ما نظرتكم للدور الذي يقوم به مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف تجاه خدمة كتاب الله، والسنة النبوية المطهرة؟
- إن ما يقوم به المجمع من العناية الفائقة والاهتمام الكبير في كتابة وطباعة المصحف الشريف بإصدارات مختلفة والتي تتميز بحسن الخط، ودقة الضبط، وجودة الإخراج، وبالرسم العثماني كان موضع إعجاب المسلمين وحسن قبولهم في جميع أنحاء العالم.
ولما كانت السنة النبوية المطهرة بياناً للقرآن الكريم وتفسيراً لمعانيه ومصدراً أساسياً من مصادر التشريع الإسلامي، كانت العناية بالحديث الشريف وعلوم السنة النبوية مكملاً لما يقوم به المجمع من الاهتمام بالقرآن الكريم وعلومه من تفسير وترجمة إلى أكثر لغات العالم.
* كتابة وخط المصحف الشريف بدأت منذ عهد الخلفاء الراشدين، وتواصلت في العهود المتتابعة حتى عصرنا الحاضر .. هل هناك مشكلات تعترض كتابة المصاحف، وضبطها، وكيف يمكن معالجتها؟
- إن الدافع الأساسي لتحسين الخط العربي والعناية به، والاهتمام بتحسينه وتجويده، هو ظهور الإسلام، ونزول القرآن الكريم، حيث تنافس الكتّاب منذ القديم على كتابة المصحف بأجمل ما لديهم من خط، لأنهم مأمورون بإتقان ما يقومون به من عمل، خدمة للقرآن الكريم في نشره وتوزيعه للمسلمين، وطلباً للأجر والثواب من عند الله سبحانه وتعالى، وقد اشتهر عبر التاريخ أئمة في علم الخط كابن مقلة - المؤسس لقواعد الخط العربي - وابن البواب، وياقوت المستعصمي، وحمدالله الأماسي، وحافظ عثمان، وكلهم قد تشرفوا بكتابة المصحف الشريف أكثر من مرة، ولاقوا تشجيعاً وتقديراًُ كبيراً من المسؤولين آنذاك عبر العصور، ويُقال إن بعض السلاطين أو الملوك كانو يحبون الخط ويكتبونه، حتى إن بعضهم كان يعطي كاتب القرآن الكريم - الذي أجاد الكتابة وزين المصحف بالزخارف الجميلة - وزن هذا المصحف ذهباً.
وكان أحد السلاطين معجباً بخط حافظ عثمان حتى إنه كان يمسك له دواة الحبر أثناء الكتابة ولم تكن هناك مشكلات في كتابة القرآن الكريم إلا ندرة بعض الأدوات من قلم وحبر وورق إلخ... أما في عصرنا الحاضر فإن أدوات الكتابة موفورة وميسرة ويسهل الحصول عليها في كل حين.
أما ضبط النص القرآني فهنالك لجان مختصة لدى وزارات الأوقاف في أكثر البلاد الإسلامية مكلفة بمراجعة المخطوط وضبطه وتصحيحه، وإعطاء رخص لمن يرغب في طباعته ونشره.
إن ظهور التقنيات الحديثة كالحاسوب والإنترنت، وإعجاب الناس بها والاكتفاء بما تقدَّمه من الأعمال في المجالات المختلفة، قلل من فرص العمل لدى الخطاطين مما كان له الأثر البالغ في الانصراف عن فن الخط وتعلمه، ومع هذا فهنالك جهود تبذل من قبل بعض الجهات للاحتفاظ بهذا الفن وتعلمه وتطويره كإقامة ندوات، أو مسابقات، أو معارض، تقوّم فيها الأعمال وتمنح فيها الجوائز المادية والمعنوية للموهوبين والمتميزين في تنفيذ لوحات خطية جميلة في جميع أنواع الخطوط، وتكوينات رائعة تتصف بالحسن والبهاء والجمال.
* يؤدي خطاطو المصحف الشريف عملاً إسلامياً جليلاً، كيف يمكن إبراز الرسالة التي يحملها خطاطو المصحف؟
- مَثل الخطاط الذي يكتب المصحف كالشمعة التي تحترق لتضيء للناس طريقهم، ذلك بأن كتابة المصحف الشريف عملٌ جليلٌ وشريفٌ وعبادةٌ لله تعالى (بإخلاص النية) ومركبٌ صعبٌ لا يقدم عليه إلا من اكتمل فنه، ونضجت خبرته، وكان الصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه يقول حين كُلف بكتابة المصحف الشريف (إنَّ نَقْلَ جبلِ أُحُد من مكانه إلى مكان آخر أهون علي من كتابة المصحف الشريف).