الأحساء - خاص بـ(الجزيرة):
طالبت رئيسة القسم النسائي بجمعية البر بالأحساء الأستاذة ليلى الموسى المؤسسات الخيرية، والإنسانية، والاجتماعية بإعادة النظر في العمر الزمني الذي حدّدته للتعامل مع اليتيم، حيث إن مسألة إيقاف المساعدات والكفالات ونحوها، مما يستفيد منه اليتيم ببلوغه سن الخامسة عشرة، أمر يتنافى مع حاجة الأيتام، وظروفهم، وأوضاعهم.
وقالت في حديث لـ «الجزيرة»: إنه من خلال مراجعة القوانين المؤسسية والممارسات الاجتماعية الخاصة بالأيتام، فأرجو من القائمين على شؤون الأيتام في وزارة الشؤون الاجتماعية، وفي المؤسسات الخيرية في جميع بلاد المسلمين إعادة النظر في القانون، الذي يخرج اليتيم إذا بلغ خمسة عشر عاماً من إطار المساعدات الخاصة بالأيتام، كالكفالة ومساعدات المشاريع المدرسية كالحقيبة والفسحة.
وشدّدت على ضرورة الرجوع إلى أقوال العلماء في مسألة تحديد انقضاء مدة اليتم وقالت: فمسألة انقضاء اليتم من المسائل التي فصل فيها الفقه الإسلامي. فقد وردت ثلاث وثلاثون آية في القرآن الكريم خاصة بالأيتام منها آيات خاصة بأحكام اليتيمات، سُئل ابن عباس - رضي الله عنه - عن انقضاء اليتم: أخرج مسلم في صحيحه قال: أن نجدة كتب إلى ابن عباس يسأله عن خمس خلال، فقال ابن عباس لولا أن أكتم علماً ما كتبت إلي وكان من الأسئلة: ومتى ينقضي يتم اليتيم؟ فكتب إليه ابن عباس: وكتبت تسألني: متى ينقضي يتم اليتيم؟ فلعمري إنّ الرجل لتنبت لحيته وإنه لضعيف الأخذ لنفسه ضعيف العطاء منها، فإذا أخذ لنفسه من صالح ما يأخذ الناس فقد ذهب عنه اليتم، والمعنى - كما قال الإمام النووي في شرحه للحديث: «ومعنى هذا متى ينقضي حكم اليتم ويستقل بالتصرف في ماله؟ وأما نفس اليتم فينقضي بالبلوغ، وقد ثبت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يتم بعد الحلم ) وفي هذا دليل للشافعي ومالك وجماهير العلماء، أنّ حكم اليتم لا ينقطع بمجرّد البلوغ ولا بعلو السن، بل لا بد أن يظهر منه الرُّشد في دينه وماله، وقال أبو حنيفة: إذا بلغ خمساً وعشرين سنة زال عنه وصار رشيداً يتصرف في ماله ويجب تسليمه إليه وإن كان غير ضابط له «.. وهذا يعني أنّ صفة اليتم تختلف عن حكم اليتم فصفة اليتم تنتهي بالبلوغ ، أما حكم اليتم فينتهي بالرُّشد.
وتساءلت: لماذا نضيق على الأيتام والأمر في سعة! ما الذي سيتغيّر في وضع اليتيمة بعد مرور عام على بلوغها الخمسة عشر عاماً؟ لا شيء سيتغيّر! سوى أنها صارت تخاف من عمر البهجة والحياة تخشى ربيع الحياة لأنه سيحرمها من الإعانة على الحياة، فالراغبون في كفالة الأيتام أكثر من عدد الأيتام. واسألوا الذين ذهبوا للمؤسسات الخيرية يريدون الكفالة، فلم يجدوا يتيماً يكفلوه.
وانتهت رئيسة القسم النسائي في جمعية بر الأحساء إلى القول: قد يكون تحديد سن اليتيم ملائماً في المجتمعات التي يكون فيها عدد الأيتام أكبر من طاقة المجتمع.. لكن في مجتمع حيٍّ مثل مجتمعنا قد لا يكون التحديد ملائماً، أرجو ألاّ يأتي يوم اليتيم العربي القادم إلا وقد تم تعديل القرار، فالأيام العالمية تهدف إلى التطوير وتحسين الأداءات وليست مجرّد فعاليات جوفاء تنتهي بنفايات إعلامية يصعب التخلُّص منها.