اطلعت على ما كتبه الشيخ رياض العمر المحاضر في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في عدد الجزيرة الصادر يوم الجمعة 11-7-1433هـ عن الرؤى وأحكامها، وقد أجاد وأفاد إلا أنه أخطأ في اعتباره تعبير الرؤيا فتوى مستدلاً بالآية الكريمة من سورة يوسف {يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ}، والحق أنه استدلال خاطئ رغم كثرة المستدلين به، لأن ملك مصر إنما استفتى كهنته ومقربيه الذين ليسوا على دين الإسلام فكيف تكون فتوى شرعية من غير مسلم؟ ويرد هذا الاستدلال أيضاً ما ورد في سورة النمل على لسان ملكة بلقيس {يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ}، ولا شك أنها إنما قصدت المشورة السياسية وليست الفتوى الشرعية ناهيك عن أن الذين طلبت منهم الفتوى كانوا أيضاً كهنة غير مسلمين! ولو كان تعبير الرؤى علماً شرعياً مقدساً لما نجح فيه صغار أهل العلم دون كبارهم والواقع يصدق هذا عبر العصور، بل قلما تجد من أئمة العلم من يشتهر بتعبير الرؤى، هذا والله تعالى أعلم وأجل وأحكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- عارف بن عيد العتيبي