بصراحة أصبحت الأمور مستفحلة وصعبة في نادي النصر، ويمر الكيان بأيام عصيبة قد تكون غير مسبوقة خاصة من قبل المنظومة الإدارية التي نتج عنها ابتعاد أعضاء شرف مؤثّرين ولهم وزنهم وقيمتهم، والشيء المقلق لكل عاشق لهذا الكيان هو توالي تقديم الاستقالات فبعد رحيل السويلم والرشيدان قدّم فهد المشيقح نائب الرئيس استقالته التي رفضها الرئيس وتمسك ببقاء أبي تركي وقد تكون ليس لقناعة أو طمعاً بدعم وإنما لعدم فراغ المنصب لأن رئيس النادي متأكد أنه في حال رحيله سيجد صعوبة في إيجاد البديل في ظل العزوف الجماعي بعد قناعتهم بأن الأمور تتجه في الاتجاه المعاكس واليوم لم تقتصر المشاكل داخل الكيان على العلاقات مع الأطراف الأخرى ولكن وصلت إلى ما هو أسوأ وأصعب والذي انعكس واتضح مؤخراً للبيان عن انتماء بعض اللاعبين وأصبحوا طاردين وغير مبالين لتطور الفريق، وأكبر دليل هو نصيحة اللاعبين عيد وفلاتة للاعب نادي الوحدة اميدوا الذي حاولوا إنكار ما دار بينهما، إلا أن التسجيل الذي تم على اللاعب الذي صرح بما نسب إليه قد أكد أن لاعبي نادي النصر يقدمون النصائح لزملائهم في الأندية الأخرى بعدم التوقيع واللعب لنادي النصر بسبب كثرة المشاكل وقد لا تكون هذه هي الأولى فقد سبق للاعب يحيى عنتر أن نصح ابن جلدته زاييه بعدم القدوم والانضمام للفريق النصراوي ومن خلال هذه المعطيات نستنتج أن معظم اللاعبين الموجودين في الفريق والقادمين من أنديتهم التي استغنت عنهم أن وجودهم ما هو إلا من أجل استنزاف خزينة النادي ومكتسباته على حساب أبنائه من الشباب والناشئين، مؤسف جداً أن تصبح البيئة في نادي النصر طاردة وغير محببة بعد أن كانت وإلى وقت قريب أُمنية لكل لاعب أو رياضي أن يرتدي شعار الجزيرة العربية ولكن هذا هو الحال.
***
أنديتنا والتعاقدات المستنسخة
تفاجأ الشارع الرياضي بمختلف ميوله أن التعاقدات المبكرة لبعض الأندية قد جاءت من الداخل حتى على مستوى اللاعب الأجنبي، وأقرب مثل هو عودة اللاعب كماتشو لنادي الشباب بعد أن أمضى موسماً مميزاً مع النادي الأهلي وكذلك انتقال اللاعب تيجاني من نادي الاتفاق إلى نادي الشباب، وهذا دليل على أن نادي الشباب كان يراقب جميع اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي الموسم الماضي ومنح مدربه الصلاحية لاختيار من يريد وعليهم الدفع حتى ولو كان مبالغاً فيه مثل اللاعب كماتشو الذي يتقاضى 3 ملايين و200 ألف دولار للموسم الواحد، أما على مستوى اللاعب المحلي فقد تكون صفقة لاعب الرائد المسلم للهلال وسياف البيشي من الاتفاق للشباب، إن هي تمت، هي أبرز الصفقات المحلية، وفي ظل انتقال لاعبي الاتفاق الأجانب ما زال الغموض يحيط تعاقداته الجديدة وكذلك الأهلي سيفقد اللاعب كماتشو وعليه أن يبحث عن البديل الأفضل، أما الهلال فأعتقد أنه يعيش سكة التائهين بعد انخفاض مستوى لاعبيه الأجانب ورحيل أسامة هوساوي وعدم اتخاذ قرار من قبل اللاعب أحمد الفريدي على البقاء أو الرحيل، فالهلال يعيش وقتاً عصيباً لم يكن يتوقعه رئيسه ولا مسيرو النادي، أما فريق الاتحاد الذي جدّد الثقة في لاعبه المصري حسني عبد ربه إلا أن الديون والمشاكل المالية ومطالبات بعض الأندية ستكون عائقاً في إبرام ما تبقى من صفقات يتطلع إليها الاتحاديون من مستوى عال وتبقى قضية القضايا نادي النصر الذي والله أعلم أنه أصبحت إدارته تعشق رجيع الأندية حتى على مستوى اللاعب الأجنبي، فها هي تنهي التعاقد مع اللاعب الأوزبكي شوكت الذي كان أحد أسباب هبوط النادي الأهلي القطري إلى دوري المظاليم من دوري نجوم قطر، وقد أنقذت القدرة الإلهية النادي من التعاقد مع اللاعب التشيلي بارديس الذي يبلغ من العمر 33 عاماً والذي حاول النادي كسب خدماته إلا أن سمعة النادي الخارجية جعلته يذهب إلى ناد مكسيكي، والغريب في الأمر أن إدارة النادي ترفض اللاعب البوسني (زيفدان ماسيموفيتش) الذي يعتبر من أفضل صنَّاع اللعب وكان معروضاً على النادي بمبلغ معقول إلا أن الخبرة الإدارية في نادي النصر أصبحت أحد المعوقات، وعلى العموم هذا هو حال أنديتنا والمفارقات العجيبة بين إدارات أنديتها التي أصبحت تتميز بعضها عن الأخرى بالفكر أكثر من المال.
***
نعم «محام» للسعودية وأفتخر
أطلق الزميل والعزيز عادل البطي من خلال مقاله الاثنين الماضي اسم «محام» على شخصي المتواضع ورغم أن هذا المسمى يجب أن ينطبق على رجل يملك الإمكانات وله دراية في القانون ومشتقاته والمحاماة ودهائها الذي أعتقد أنها لا تتوافر في شخصي إلا أن الزميل أبو فهد قد نعتني بالمحامي عن الخطوط السعودية من خلال ما شاهده من محاولتي لإيصال المعلومة الحقيقية لإيضاح بعض الحقائق خاصة في بعض ما يلقى من تهم أو تقصير من الخطوط ومنسوبيها مع الجانب الرياضي على مستوى المنتخبات والأندية الرياضية والحقيقة الذي يجب أن يعرفها الجميع بأن الحس والانتماء للوطن ومؤسساته وأحد أسباب استمرار الإنجازات واللحمة الوطنية لأبناء هذه البلد فكم أنا فخور بأن أكون محامياً ومتحدثاً لصرح كل ما أملك من خير هو بفضل الله ثم بفضله.
***
نقاط للتأمل
- قد يكون نادي الشباب النادي الوحيد الذي يدير أموره بصمت وينهي جميع متطلباته بدون ضجيج وبعيداً عن الإعلام وهذا يعود إلى الفكر أولاً، والمقدرة المالية ثانياً، فلم يسبق لأحد أن اشتكى من سوء معاملة إدارة الليث.
- كم كنت أتمنى من الأمير عبد الرحمن بن مساعد أن يلجأ إلى العادات والتقاليد والذهاب لوالد اللاعب الفريدي في منزله وأن يتعامل باحترافية عن طريق مدير أعمال اللاعب سلطان البلوي.
- هل يعود المدرب المحبوب لدى الهلاليين جريتس إلى الرياض مرة أخرى بعد أن تعالت الأصوات في المغرب لإنهاء الارتباط معه؟
- لو كنت أملك القرار في إدارة النصر وتحديداً في كرة القدم لما أبقيت لاعباً واحداً يسيء للكيان ويشوّه سمعته عند الآخرين.
- يقول المثل الشعبي «ما يمدح السوق إلا من ربح فيه»، وهذا المثل ينطبق تماماً على من يشيد بإدارة النصر ومحاولة إبقائها لأنه يعلم بأنها تسير بالنادي إلى الخلف ومن صالحهم ألا يتقدّم العالمي ويعود كما كان على الأقل.
- لا أعرف كيف خسر رئيس نادي النصر أكثر الداعمين ومن سعى لابتعادهم فلا الداعم الكبير استمر ولا من كان قريباً حرص على الاستمرار وبهذه الطريقة يكون النادي مقبلاً على كارثة غير طبيعية.
- أتمنى أن يتجاوز هذا اليوم المنتخب القطري منتخب كوريا ليضمن 6 نقاط في رصيده، بعد أن تجاوز لبنان الأسبوع الماضي والمسؤولية تقع كاملة على الجمهور القطري الذي يجب أن يكون حاضراً ومؤازراً لمنتخب بلاده.
- تعازينا الحارة ومواساتنا لزميلنا الأستاذ فهد الروقي على مصابهم الجلل الذي نسأل الله سبحانه أن يجعله في منزلة الشهداء إنه سميع مجيب.
***
أخيراً:
إن غفا جفني تراك أنت الأخير
وإن صحيت فانت أول ما يطري علي
ونلتقي عبر جريدة الجميع «الجزيرة»، ولكم محبتي، وعلى الخير دائماً نلتقي.