|
الجزيرة - عبدالله إبراهيم المقحم:
قام العقيد ركن طيار شكري الشهري بزيارة للقسم الإعلامى بسفارة خادم الحرمين الشريفين في إسلام آباد يوم الأربعاء 6-6-2012 وذلك بعد أن تماثل للشفاء وقد سرد وقائع الاعتداء العنيف الذي تعرض له مع ابنيه قبل أيام على يد رجال الأمن الباكستاني بمطار إسلام آباد الدولي.
وروى العقيد الشهري خلال مقابلته الصحفية في القسم الإعلامي تفاصيل الحادث موضحاً أنه توجه إلى مطار إسلام آباد مساء الخميس 10رجب 1433هـ برفقة اثنين من أبنائه يوسف (16 عاماً) ومروان (13 عاماً) لتوديعهما على رحلة السعودية رقم 732 المتوجهة إلى الرياض حيث كان الابن يوسف لديه حجز مؤكد بينما الابن مروان كان على قائمة الانتظار.
وفي حوالي الساعة الرابعة مساءً دخل مع ابنيه إلى مطار بينظير بوتو -مطار إسلام آباد الدولي- وتجاوزوا البوابة الأولى المؤدية إلى صالة المسافرين العامة بعد أن فحص حارس الأمن على البوابة بطاقته ووثائق السفر اللازمة ضمن الإجراء الروتيني المتبع في المطار.
وبعد تجاوز البوابة الأولى مر العقيد الشهري مع ابنيه على نقطة التفتيش داخل صالة المسافرين وكان الابن مروان يقود عربة العفش حيث قام رجل الأمن المعني بالتفتيش بسحب مروان أثناء مروره من نقطة التفتيش ودفعه بعنف وطلب منه أن يمر مرة أخرى من جهاز التفتيش المتمثل في بوابة كاشفة للنبض المغناطيسي.
ويقول الشهري إن الابن مروان دخل مرة أخرى من البوابة ولكن رجل الأمن دفعه عدة مرات ليعود مجدداً إلى بوابة التفتيش وعندها حاول مروان أن يدفع يد رجل الأمن عن نفسه من باب الدفاع عن النفس.
وأضاف أن رجل الأمن قام بتسديد لكمة على صدر مروان.. وهرع رجل أمن آخر برتبة نقيب واعتدى على الابن يوسف الذي كان يقف خلف الابن مروان ومنعه من الدخول وعندها تدخل العقيد الشهري لمعالجة الموقف وأطلع رجل الأمن بأنه لا يجوز له التصرف بهذه الطريقة خاصة أن يوسف ومروان لا يفهمان لغته ولا يستطيعان التفاهم معه ومعرفة المطلوب منهما.
ويقول العقيد الشهري: دخلت عندها من بوابة التفتيش للتفاهم ولكن رجل الأمن قام بدفعي وقمت في المقابل بدفعه في الصدر، ولكنه قام بتسديد لكمة على وجهي.
عندها كان من حقي الدفاع عن نفسي ثم تجمع بقية رجال الأمن وانهالوا عليّ وعلى الابنين يوسف ومروان بالضرب بالأيدي والأرجل وفُض الاشتباك بعد تجمهر عدد من المسافرين الذين يعرفوني ويعرفون الأبناء وعلى أثر ذلك قمت بالاتصال بسفير خادم الحرمين الشريفين لدى باكستان الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم الغدير وأطلعته بما حدث ولكن رجال الأمن أخذوا مني الهاتف الجوال بحجة أنني أخاطب وسائل الإعلام علماً أنني حاولت إفهامهم أنني أخاطب السفير ولكنهم انهالوا عليّ بالضرب مرة أخرى إلى أن هدأ الأمر بأخذ جهاز الهاتف منّي.
عندها اتصل مساعد الملحق العسكري على الجوال الآخر وأخبرته عن الحادث وتدخل رجال الأمن مرة أخرى موجهين السلاح عليّ وأخذوا الجوال الآخر أيضاً تحت ضغط السلاح.
بعدها حاولوا نقلنا إلى أحد المكاتب ولكنني رفضت التحرك من الموقع حتى حضور السفير، ثم قاموا بإحضار الطبيب لتلقي العلاج ولكنني رفضت تلقي العلاج، وحاولوا أن يسعفوني ببعض الملابس ولكنني رفضت حتى إطلاع الشرطة على ملابسي الممزقة.
وفي غضون ذلك وصل السفير إلى الموقع وسأل المسؤولين بالمطار.
هل وجدتم بحوزته أي محظورات؟ أجابوا بالرفض؛ فاستغرب السفير مما رآه من آثار الهجوم العنيف الذي تعرضنا له وأعرب عن استغرابه لما حدث.
ثم قام سعادة السفير بنقلي إلى مركز شرطة المطار للإبلاغ عن الاعتداء ومن ثم تم نقلي إلى المستشفى للعلاج وإعداد تقرير طبي عن آثار الاعتداء.
ورفض الشهري صحة التقارير التي اتهمته برفض الخضوع للتفتيش في المطار أو رفض إبراز الهوية أو محاولة الدخول إلى منطقة محظورة لغير المسافرين مؤكداً أنه لم يقصد تجاوز الأنظمة.
بل كان هدفه الوصول إلى كاونتر الخطوط السعودية في صالة المسافرين لتسليم العفش ومتابعة وضع الابن مروان الذي كان وضعه على قائمة الانتظار.
وأكد أن سفير المملكة في باكستان لم يدخر جهداً في تقديم المساعدة اللازمة له موضحاً أن حضور السفير والملحق العسكري إلى موقع الحادث والمستشفى أكبر دليل على اهتمام السفارة بالمواطن في الخارج.
وحول انطباعه عن الهجوم الهمجي الذي تعرض له أوضح العقيد الشهري أن الهجوم يمثل من قام به ولا يمثل الشعب الباكستاني الذي لمس منه بشكل عام كل احترام وتقدير خلال فترة تواجده في باكستان، مشيراً إلى أن كبار المسؤولين العسكريين الباكستانيين ومدير جامعة الدفاع الوطني التي يدرس بها قاموا بزيارته في المستشفى وأبدوا أسفهم لما حصل.
كما أوضح أن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني ووزير الداخلية رحمن أعربا أيضاً عن أسفهما لما حدث.
ومن جهة أخرى فقد أقامت سفارة خادم الحرمين الشريفين في إسلام آباد والملحقية العسكرية وزملاء العقيد الشهري المتدربين في جامعة الدفاع الوطنية حفل عشاء بمناسبة خروجه من المستشفى وتجاوزه لتبعية هذه الحادثة.