تابعت حلقة الثامنة مع داود، الاثنين الماضي، التي دار فيها نقاشٌ حول مبادرات «جمعية إطعام الخيرية». وسرني كثيراً الطرح الإيجابي، الخالي من الانفعالات والمبالغات والشعارات.
لقد تم في هذه الحلقة تشخيص حالة إهدار الطعام، ووضع الحلول المناسبة لها. ونحن دوماً في حاجة إلى مراجعات من هذا النوع، إذ ليس عيباً أن نصرّح بالمشكلة، خاصة إذا كانت تتعلق بسلوكنا الاجتماعي وأنماطنا الذاتية. ومعروف أن الإسراف في إعداد الموائد، ظاهرة اجتماعية لا علاقة لسلبيات المؤسسات الحكومية فيها، بل هي من صميم عيوبنا التي وإن ضاقت أحوالنا الاقتصادية، إلا أننا لا نزال نصر عليها، ضاربين بذلك أسوأ الأمثلة السلوكية، على الرغم من أننا مجتمع متمسك بالدين الذي يحضّ على عدم الإسراف في الأكل والشرب. نحن جميعاً ندرك حجم الاحتياج للطعام، عند كثير من الأسر في المدن قبل القرى، ومشروع مثل مشروع «جمعية إطعام الخيرية»، لا بد أن يضع تصورات ملائمة لأخذ الطعام من المسرفين، وإيصاله بقوالب محترمة إلى المحتاجين، إضافة إلى فرص العمل التي ستحققها هذه المشروعات، لأولادنا وبناتنا، الباحثين بلا جدوى عن أي عمل!