تابعت التغطية المتميزة لجريدة الجزيرة لجائزة الفالح للتفوق العلمي بالزلفي في العدد 14482، مما حرك مافي داخلي للحديث عن الجائزة.
إن جائزة الفالح أحد الميادين التي يصدق عليها وعلى المستهدفين منها قول المتنبي: على قدر أهل العزم تأتي العزائم.
فبالعزم كان ظهور هذه الجائزة لأعوام عديدة وحلل متجددة وجهود موفقة وأصول متجذرة.
أنشئت جائزة الفالح للتفوق العلمي في محافظة الزلفي لتستحث أهل العزائم وتكافئهم وتشجيعهم سواء في ذلك من هم في مقام التوجيه والتربية رجالاً ونساء أو في مقام الدراسة والتقى طلاباً وطالبات.
فلكم يا أصحاب الجائزة الثناء والذكر الحسن وقبل ذلك من الله الأجر والمثوبة جزاء ما أنفقتم من مال وبذلتم من جهد ووقت. وإن هذه الجائزة لمن حصل عليها ينبغي ألا تكون نهاية المطاف وآخر الطموح بل رددوا مع المتنبي: وتصغر في عين العظيم العظائم.
وفي كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وتراجم أسلافنا من العلماء وغيرهم أمثلة تحتذى في تخطي الصعاب والرقي في مدارج العلياء.
اقرأ التاريخ إذ فيه العبر.. ضل قوم ليس يدرون الخبر
وفي الختام يحسن التذكير بأمور منها:
أولاً: إخلاص النية لله تعالى في كل عمل كما في الحديث (إنما الأعمال بالنيات) فلنخلص النية بأعمالنا ليحصل لنا الأجر والتوفيق.
ثانياً: إن مثل هذه الأعمال الجليلة يحتاج في إنجاحها إلى جهود متظافرة وأيدٍ متكاتفة ليس من أصحاب الجائزة فحسب بل من كل مخلص محب للخير. فصاحب الاقتراح والرأي، وصاحب القلم، بل والتشجيع في الحضور والتفاعل من عوامل الإنجاح.
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس
ثالثاً: إن هذه الجائزة واستمرارها ما كان لها أن توجد لولا توفيق الله سبحانه وتعالى قبل كل شيء ثم اجتماع الكلمة واستقرار الأمن والرخاء في بلادنا.
فلنحرص على ذلك ونقدره حق قدره ونرعاه ولا نترك مجالاً لعابث يخرف سفينة المجتمع ونرجع إلى المتنبي ونردد معه:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عيون الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
د. محمد بن عبدالله بن صالح الفالح / جامعة الإمام - كلية أصول الدين - قسم القرآن وعلومه