|
حظي معرض وسائل الدعوة إلى الله تعالى المقام حالياً تحت شعار (كن داعياً) في مدينة الباحة، بإقبال كبير خلال الأيام الماضية من الزوار على مختلف أعمارهم وجنسياتهم، حيث بلغ عدد من زاروه منذ افتتاحه يوم الثلاثاء الماضي الخامس عشر من رجب الجاري، وحتى نهاية يوم الجمعة 17.634 زائراً، فقد كان عدد زائريه ليوم الجمعة فقط 5.132 زائراً.
وفي إطار الفعاليات المصاحبة للمعرض، ألقى الش مكيخ الدكتور سعد بن عبد الله البريك الداعية الإسلامي المعروف، محاضرة بعنوان: (وسائل الدعوة الحديثة .. حكمها .. أهميّتها ونتائجها)، وذلك بقاعة المحاضرات بمقر المعرض بمركز المعارض.
وقد استهل محاضرته بالقول: إننا جميعاً نسأل الله سبحانه أن يجعلنا ممن دعا إلى الله ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً , والكل يطمع أن ينال ذلك الشرف العظيم، وأنّ كل ما ظهر وجد من الوسائل الدعوية، فإننا مأمورون أن نستفيد منه غاية الفائدة , فوسائل الدعوة لم تحصر في وسيلة محددة وإنما جاء الحصر في الرابط الذي لابد في الوسيلة قال تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، فنحن أُمرنا بالدعوة، والضابط الحكمة والموعظة، الجدال بالتي أحسن إنْ احتجنا إلى هذا.
وأبان أنّ دين الإسلام دين عالمي فلابد إذاً من عالمية الوسائل مادام الدين عالمياً فلابد أن تكون الوسيلة عالمية، والمسلم مطالب باستغلال هذه الوسائل على الوجه الشرعي أي الذي لا يتعارض مع كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فكمرة التصوير إذا استغلت ناقلة لذكر الله والمنافسة في طاعة الله والدعوة إلى الله عزّ وجلّ، وتشجيع الأبناء إلى كل خير ونتمناه لهم نشأهم على طاعة الله سبحانه وتعالى.
وتطرّق إلى أغلب الوسائل المعاصرة الأكثر استعمالاً وهي اليوتيوب وتويتر والفيسبوك. أصبح له التأثير الكبير وكسر الحواجز بين الأفراد، وبات ضرورياً أن نقف وقفة متأنية لنرصد السلبيات والإيجابيات، وخاصة أنّ هذا الإعلام الجديد استطاع أن يوظف التقنية الحديثة بطاقة قصوى من خلال الشبكات الاجتماعية في زمن قياسي لو قارنّاه بوسائل الإعلام التقليدي لوجدنا فرقاً عجيباً، مثلاً الإذاعة أول ما خرجت احتاجت إلى 38 عاماً حتى بلغ عدد المستمعين خمسين مليوناً, والتلفزيون احتاج إلى 13 عاماً حتى وصل إلى خمسين مليون مشاهد. في حين بلغ مستخدمي اليوتيوب الآن مئة مليون شخص، ومستخدمي الإنترنت أكثر من مليار فرد.
وأشار إلى أنّ الإدمان على وسائل الإعلام التقليدية أصبح محدوداً مقابل، هذا ارتفعت أسهم الوسائل الإعلامية الجديدة لتتحوّل أداة رئيسية من أدوات بناء الدول اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، بل باتت مؤثّرة على صُنّاع القرار في مراعاة كثير من المجالات، والأوضاع الأمنية، والسياسية، والاجتماعية، والاقتصادية في كثير من الدول، وأصبح الإعلام الجديد فعّالاً وله دور في ضبط الأمن والعناية به، وربما إذا غفلنا عن توجيهه توجيهاً سيستغله المجرمون في الإخلال بالأمن.
وبيّن الشيخ الدكتور سعد البريك أنّ هناك مجموعات قامت وتواصت وتنظّمت في الرسالة الإعلامية الدعوية لقضية محددة، ومجموعات قامت بالتعريف بالإسلام، مجموعات قامت بالدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومجموعات قامت بالذبِّ عن أُم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من تسلُّط بعض الرافضة، وتكلُّمهم في أُم المؤمنين عائشة واتهامها بالفاحشة والبهتان العظيم، ومجموعات تنادت لحجب المواقع الإباحية، وغيرها من المجموعات التي حققت خيراً كثيراً، وكان من أبرزها المجموعات التي دافعت عن عقيدة أهل السنّة والجماعة في مواجهة انتشار أو نشر عقائد الرافضة.
وقال: والآن على الشبكة العنكبوتية الإنترنت وعن طريق وسائل اليوتيوب، وتويتر، والفيس بوك، وغيرها، هناك من يقوم باستخدامها في صالح تثبيت إخواننا في سوريا، والتحريض على عونهم، والعناية بهم، وهكذا العقلاء لا يدعون فرصة إلاّ واستغلّوها للخير الذي يرضونه.
وأوضح الشيخ الدكتور سعد البريك أنّ من إيجابيات الإعلام الجديد الدور الإغاثي، فهذه الوسائل قادرة على أن تنقل الخبر والصورة بوقت سريع، وكلنا يعلم نتائج الحملة الإعلامية عبر وسائل الإعلام الجديد في إنقاذ المسلمين في الصومال، والتبرُّع لهم كما يجرى في سوريا، مبرزاً إيجابيات هذا الإعلام في قدرته على التواصل مع الآخرين.
وحذّر من أنّ هذه الوسائل الإعلامية لها سلبيات، فجانب الشهوات حدث ولا حرج، فأصبحت هذه الوسائل وسيلة سريعة يصعب السيطرة عليها وحجب كثير من المواقع التي تتفلّت منها الصور المشبوهة والأمور التي لا تليق, كما أصبحت وسيلة تجسُّس رهيبة، مورداً الكثير من الأمثلة على ذلك.
وأضاف الدكتور البريك أنّ هناك الكثير من سلبيات هذه الوسائل الإعلامية الحديثة، فقد أحدثت خلخلة في بعض الأسر فيما يسمّى بالأسر المقوقعة، فتجد أسرة مجتمعة جسمياً ولكنها متفرّقة عاطفياً، مطالباً من الأمّة الإسلامية الحذر والانتباه عند التعامل معها، واستخدامها بما يتماشى مع مصالحنا.
وأكد على أنّ من الأمور المهمة أن نعتني بما ينفعنا بهذه الوسائل لنجعلها أداة لزيادة ومضاعفة رصيدنا من الحسنات، ولنعلم أنّ ثورة الإنترنت وتقنياتها، تشكِّل أداة فاعلة لصُنع القرارات التي تمكِّن الناس من التواصل، وتبادل الخبرات، والتأسيس لأعمال مهمّة من خلال قدرتهم على هذا التواصل.
واختتم الشيخ الدكتور سعد البريك محاضرته بشكر الله تعالى على أن وفّق القائمين على المعرض، بما أنجزوه من أعمال تخدم الدعوة إلى الله تعالى، سائلاً الله أن يحقق للمعرض أهدافه وغاياته النبيلة التي من أجلها أقيم.
بعد ذلك أجاب على أسئلة الحضور الذين امتلأت بهم قاعة المحاضرات بمقر المعرض، وقد سلّم وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون الدعوة نائب رئيس اللجنة المنظمة لمعرض (كن داعياً) الشيخ عبد الرحمن بن غنام الغنام، درعاً تذكارياً بهذه المناسبة للدكتور سعد البريك على ما قام به من جهود في الدعوة إلى الله من خلال مشاركته في البرنامج الدعوي للمعرض.