فاصلة:
((الزراعة أقل تعباً من الحصاد ))
- حكمة ألمانية -
لا زلت لا أفهم كيف يمكن للصحف أن تنشر ملخصا لبعض الدراسات العلمية دون أبسط معايير المهنية الصحفية.
ببساطة شديدة كيف للصحافي أن ينشر نتائج دراسة علمية دون أن يذكر عدد أفراد العينّة؟
كيف لي كقارئ أن أفهم النسب التي تنشرها الصحف دون أن أعرف على ما تعتمد هذه المعدلات؟
اقرؤوا هذا المقطع الذي اجتزأته من خبر صحفي عن دراسة أصدرها مركز الحوار الوطني
((وعلى رغم أن الدراسة خرجت بأن حرية الإعلام الإلكتروني تعزز التعصّب الفكري أكثر من الوسائل الإعلامية الأخرى، إلا أنها أوضحت في الوقت ذاته أن 62 في المائة من عينة الدراسة تحرص على متابعة الصحف الإلكترونية أكثر من الصحف المطبوعة، وعلى مستوى نوعية البرامج التي يحرص المجتمع السعودي على متابعتها، تتصدر البرامج الدينية الترتيب لجهة نسبة المتابعة، تليها البرامج الثقافية ثم الاجتماعية ثم الرياضية، وتأتي البرامج التجارية في ذيل القائمة)).
بدءاً قرر الصحفي نتيجة مهمة لم يورد فيها أي نسبة وهي أن حرية الإعلام الإلكتروني تعززّ التعصّب الفكري أكثر من الوسائل الإعلامية الأخرى.
ومن ناحية أخرى فقول الصحفي: «وعلى مستوى نوعية البرامج التي يحرص المجتمع السعودي على متابعتها....» فقد أوحى للقراء أن عينة الدراسة هي المجتمع السعودي بأكمله.
ربما يجدر بي أن أعرّج على مهنية الصحافيين لدينا وعلى اهتمامنا بالتخصص في الصحافة والتدريب.
ولا يضيرني الاعتراف بأننا ما زلنا في مراحل متأخرة من تأهيل الصحافي فإن لم تظهر هذه الحقيقة فشواهدها ظاهرة للعيان.
أحيي مجلس الوزراء الذي أقرّ قراره التاريخي الذي سبق كلمته الفصل في إقرار قانون للعنف الأسري بألا يمتهن الصحافة إلا من هو عضو في هيئة الصحافيين السعوديين إلا أنني كنت أتمنى منه قرارا يسبق هذا القرار بإلزام الهيئة في دورتها الجديدة أن تؤسس قاعدة مهنية لتدريب الصحافيين وتطويرهم وحمايتهم فلا يمكن أن يكون البنيان هشا ونعوّل على نتاجه.
nahedsb@hotmail.com