يعاني خريجو تخصص الإدارة العامة من تهميش أو بطالة، في الوقت الذي نلمس فيه طفرة مدرائية للإدارات، من قبل من هم غير متخصصين في هذا المجال.
كيف يمكن لإدارة أن تنهض، ومن يديرها مؤهل في تخصص لا علاقة له بالإدارة؟! الناتج في النهاية، قرارات وخطط بعيدة عن الرؤية الإدارية الحقيقية. لذلك، تعيش معظم الدوائر الحكومية، في فضاء آخر، غير الفضاء الذي يجب أن تكون فيه. ولذلك أيضاً، نجد أنه لا يزال هناك أجانب في وظائف يجب أن يشغلها الخريج العاطل عن العمل! ولذلك أيضاً وأيضاً، تقل الحوافز والترقيات، وتوجه المميزات لأشخاص بأعينهم.
علم الإدارة، بإمكانه أن يحلل واقع المؤسسة، وأن يستشرف مستقبلها. علم الإدارة، بإمكانه أن يحدد السلبيات ويعمل على علاجها والقضاء عليها. علم الإدارة، يقيم حجم العمل، وعدد الموظفين القادرين على أدائه. كل هذا يعرفه الجميع، لكنهم لا يطبقونه، بل يديرون له ظهورهم. هم يراهنون على أن الخبرة هي المنقذ الأول للمؤسسة، تحقيقاً للمثل القديم «اسأل مجرب ولا تسأل طبيب»!!
أيها السادة، لقد انتهى عصر الخبرة، وبدأ عصر العلم والتقنية. هذا العلم وهذه التقنية، لا تنفع معهما الخبرة، بل التخصص والتأهيل.