الواقع أن الرئيس في أي ناد يواجه ضغوطاً متعددة عندما يفتح ملفات تجديد عقود النجوم، منها ما هو بسبب عروض الأندية الأخرى بمبالغها الكبيرة ومنها ضغوط جماهيرية تطالب بالتجديد مع اللاعب النجم ولهذا يتم التجديد غالباً بلا معايير رقمية فنية ميدانية وبلا سقف مالي، لكن ما دام أننا نعيش ولو شكلياً أجواء الاحتراف فمن المفترض أن يضع الرئيس الرغبة الجماهيرية وعروض الأندية في آخر السطر ويطلب من الجهاز الفني تزويده بتقرير ميداني لعطاء اللاعب في الموسم وعلى ضوء محصلة التقرير النهائية يوضع مبلغ التجديد بغض النظر عن جماهيرية اللاعب أو نجوميته فهذه الجماهيرية والنجومية لا تعكس دائماً حقيقة ما يقدمه اللاعب في الميدان بل إن بعض النجوم اكتسبوا نجوميتهم من (كوبري) أو تمريرة بالكعب أو ابتسامة وعدم مبالاة ومزاجية تقدم صاحبها في مباراة وتخفيه في عشر مباريات!
وما دام الحديث الآن يدور حول عقد أحمد الفريدي مع الهلال يفترض أن يكون تحديد مبلغ التجديد معتمداً على تقرير فني ميداني يوضح إيجابيات وسلبيات اللاعب طيلة الموسم ودوره في مسيرة الفريق والجهد الذي بذله في المباريات ومدى فعاليته في نتائج فريقه لا أن يعتمد التجديد على ما يشاع بأن الأهلي أو الاتحاد سيدفعانه للاعب، ووفق تلك المعايير الميدانية -لو كنت رئيساً للهلال- لقدرت مبلغ عقد الفريدي بأربعة ملايين ريال في الموسم وبالمعايير نفسها لن أتردد في وضع مبلغ أكثر بكثير من الأربعة ملايين ريال للاعب مثل نواف العابد نجم الموسم الهلالي المنصرم الذي كان يؤدي بروح عالية وحماس وفعالية كبيرة جداً، ومثله عبدالعزيز الدوسري وسلمان الفرج وبالمناسبة برغم ما يقوم به سلمان من أدوار عدة في الفريق الهلالي فهو يلعب في أكثر من مركز ويبدع، كرته سليمة، يمرر بدقة وتركيز شديد إلا أن كثيراً من الهلاليين لا يضعونه في قائمة النجوم ربما لأنه لا يستعرض ولا يرفع ضغط الجماهير!
***
بين قاروب وسامي!
حديثنا عن تطوير الأنظمة واللحاق بالكرة العالمية جميل ومثالي من حيث الشكل والمظهر لكن بيان قاروب كشف أن ركضنا باتجاه النظم الرياضية العالمية ما هو إلا هرولة بنفس المكان في ظل الفكر الذي يحكم تعاملات الغالبية من المنتسبين لوسطنا الرياضي وأن الركض باتجاه الرياضة العالمية المتطورة لا بد وأن يتعثر متى ما تزاحمت في طريقه المصالح الشخصية وتبدد حلم منظومة العمل في قارب واحد وتنازعته الأهواء سعياً للإبقاء على رياضتنا (محلية) في أنظمتها ومستوياتها وبالتالي في نتائجها! والسعي نحو التنظيمات الرياضية العالمية يحتاج إلى فكر جماعي يتقبل ويتواضع ويتنازل عندما يكون المقابل مصلحة عامة كما يحتاج إلى عمل منضبط لا تحكمه إلا اللوائح والقوانين!
موضوع آخر يكشف أيضاً جانباً من أزمة الفكر التي تعاني منها الكرة السعودية فهذا سامي الجابر يخطو خطوة احترافية رائدة ويتجه لأحد الأندية الفرنسية لتطوير قدراته وتنمية خبراته كمدرب يقابلها بعض إعلاميينا وجماهيرنا الرياضية بالسخرية والتهكم كما لم تتفاعل الإدارة المؤقتة لاتحاد كرة القدم ولجنة المدربين الوطنيين مع مبادرة الجابر ولو ببيان يشيد بها ويدعمها وهي التي ربما تفتح آفاقاً أرحب للمدرب الوطني السعودي ليقدم نفسه بشكل احترافي منظم محلياً وخارجياً.
***
الشباب وصفقات في الجو غيم!
وقعت إدارة نادي الشباب مع كماتشو الأهلاوي السابق وأيضاً مع تيجاني الاتفاقي السابق بصورة احترافية نظامية لكن هذا لم يمنع من طرح أكثر من سؤال..
هل هناك علاقة بين هذه التوقيعات وعدم تجديد الثنائي كماتشو وتيجاني مع نادييهما السابقين؟!
وهل يمكن لمثل هذه الصفقات أن تشجع اللاعبين الأجانب على المزايدة؟!
سؤال ثالث.. هل من المناسب اقتراح عدم التعاقد مع اللاعب الأجنبي الذي ينتهي عقده مع ناديه السعودي إلا بعد مضي عام على تمثيله لفريقه السابق لتفادي ما سبق ذكره والمحافظة على العلاقات بين أنديتنا بعيداً عن صفقات في الجو غيم؟!
***
معقولة الرئيس ما يدري؟!
في الأسبوع الماضي غرد رئيس الهلال في تويتر خمس تغريدات أكد فيها على أهمية تواجد سامي الجابر معه في النادي وقال (لا يمكن بحال من الأحوال أن أستغني عن سامي وأنا حريص على استمراره فوجوده مهم جداً الموسم القادم ودوره أساسي في التعاقدات مع اللاعبين الأجانب والمدرب ومن يعار ومن يستقطب من اللاعبين المحليين وتعريف المدرب القادم بالفريق والترتيب للمعسكر) وبعد مضي خمسة أيام على تغريدات الرئيس الخمس غرد سامي خارج السرب وأعلن عن انضمامه للجهاز الفني لفريق أوكسير الفرنسي!
هذا التناقض بين تغريدات الرئيس وقرار سامي الجابر يحتمل أكثر من تفسير وقد اجتهد كثيرون في تفسير قرار سامي وخلفياته وهنا لن أجتهد في الحديث عن سر هذا التناقض فربما نجد توضيحاً من الأمير، وبمناسبة الحديث عن تغريدات رئيس الهلال أعود اليوم لما كتبته الأسبوع الماضي تحت عنوان (هل يتوقف رئيس الهلال عن التغريد؟) لتأكيد أن الموضوع ليس إملاء كما رآه الأمير فلم يكن المعني بالموضوع هو عبدالرحمن بن مساعد الإنسان والشاعر بل المعني به شخصية اعتبارية هو رئيس مجلس إدارة نادي الهلال، فشاغل هذا الكرسي لا يمثل نفسه بل هو يمثل مؤسسة رياضية كبرى، كل الهلاليين فيها شركاء ولو بالرأي والمشورة وعندما يعرض الكاتب للرئيس وجهة نظر بعض الهلاليين فليس في مثل هذا إملاء وكنت سأعتذر للأمير فيما لو كان الحديث موجه لعبد الرحمن بن مساعد الإنسان والشاعر الذي لا يمكن المطالبة بتوقفه عن التغريد في سماء الشعر المرهف الجميل الذي صنع لسموه نجومية يستحقها سبقته في الوصول إلى الوسط الرياضي.
****
في الحزم.. يكفي محاسب!
تعقيب نادي الحزم الذي نشر أمس بالجزيرة والذي كتب بأسلوب غبي ولغة ركيكة هو في الواقع يعكس مستوى الفكر الذي يدار به النادي والذي تسبب في هبوط فرقه في كرة القدم واليد وتلاشي الألعاب الأخرى كما يؤكد التعقيب على أن الحزم مع هؤلاء ليس بحاجة إلى إدارة بل كل ما يحتاجه هو محاسب سبق له العمل في (بقالة) ففي كل ما بين كلمة وكلمة صرفنا وصرفنا وسددنا ولا وجود لعمل تطويري ينعكس على مستويات فرق النادي ولا استثماري يطور إمكاناته إلا الباص 52 مقعد الذي اشترته الإدارة والذي يمكن استثماره في الصيف في تنقلات سياح الداخل، أما بالنسبة للديون المترتبة على إدارات سابقة والسكن الذي لا تسكنه الحيوانات -كما ورد في التعقيب- كل هذا الرد عليه أتوقعه من الإدارات المعنية به!
التعقيب لا يستحق الوقوف عنده طويلاً فالعقلية التي كتب بها لا تشجع على أن تمنحها وقتاً أطول مما تستحق وهنا أكرر ما سبق وأن قلته بأن على رعاية الشباب التدقيق في ملفات الإدارات التي تصل للنادي بمؤهل أنه لم يتقدم أحد سواها حتى لا يحدث لأنديتها مثل ما حدث للحزم الذي أعلن إفلاسه مالياً وفنياً!