إجابة واحدة لدى أي من أفراد المجتمع فيما لو سألته عن (حافز) وهدفه؟ الجواب: دعم البطالة ومعالجة مشكلاتها. كل الدراسات، والأبحاث، والاستطلاعات، والأطروحات المختلفة لهذا الملف، والأهداف التي سطرت، والنتائج المتوقّعة، كل هذا لم يصل منه للجمهور المستهدف سوى تلك الجملة الجوابية المشار إليها، وهم بذلك ينطلقون من الهدف الرئيس.
- قبل انطلاق البرنامج بأشهر، أحد المسؤولين الكبار في (وزارة العمل) قدَّر حجم البطالة بـ(500.000) عاطل، وهي الوزارة بطبيعة الحال الأقرب للمشكلة، والمخولة بالدراسة، والمسؤولة في المقام الأول عن الحلول، ولها يجير النجاح، ويحتسب الإنجاز. اليوم (عند جهينة الخبر اليقين) تظهر لنا أرقام ونسبة تختلف اختلافاً كبيراً، حيث أشارت الإحصاءات إلى ما يقارب (1.200000) عاطل، ومعنى ذلك أن الدراسة العلمية في المؤسسات الحكومية لا تتجاوز نسبة الصحة فيها (40%)، ولنا أن نتخيل التصريحات الانطباعية، وما أكثرها من بعض المسؤولين، كم نسبة المبالغات فيها؟ إذن للأسف كثيراً ما نضلل الرأي العام عن المنجزات، عن حجم المشكلات، نضلل قيادتنا الحريصة كل الحرص على الوقوف على الاحتياجات. معتقدين كل الاعتقاد أن هذا هو الطريق الأكثر صواباً في إدارة شؤون وطننا! وهو الطريق الوحيد الذي سيحفظ لنا مواقعنا الوظيفية!
- أعود لـ(حافز)، هذا البرنامج يعده المستفيد حقاً من حقوقه، تباطأت المؤسسات المعنية في تنفيذه، لأسباب مختلفة، ومن الصعب أن ينتزع منهم، طالما أنهم تحت هذه الدائرة، إلا بأسباب مقنعة ومنطقية، وبرامج عمل لاحقة ومدروسة، تجعلنا نعزو البطالة إلى الفرد ذاته، وتنشئته، ونظرته للحياة.
- الزمن يمضي بسرعة، ومن المعروف انه وضع لفترة محددة، مع وجود برامج وآليات عمل لمتابعة أوضاع وشؤون المستفيدين، ومن المؤكد أن إيقافه فجأة سيحدث ردة فعل كبيرة خلاف ما نتصور، أو يتوقعه القائمون عليه. هناك أصوات ليست بالقليلة حذَّرت من عواقب (حافز)، إن لم تدرس جدوى تطبيقه واستمراره، وألمحت إلى آثاره الاجتماعية، والوطنية، والاقتصادية فيما لو كانت رؤية القائمين عليه ينقصها التكامل، أو التخاذل في المتابعة.
- المنح قد تتحول في يوم من الأيام إلى نقم، حين تنحرف الأهداف عمَّا رُسمت له، أو يتقاعس في تطبيق الرؤية التي انطلق منها المشروع وبني عليها،كما لا بد أن تكون واضحة للمواطن تمام الوضوح، ويهيأ لذلك تمام التهيئة بشكل تدرجي.
- سيحتاج مجتمع العاطلين إلى إحصاءات ولغة أرقام عن عدد الذين استفادوا منه واستبعدوا، كيف شقوا طريقهم؟ كيف نجحوا؟ كيف وظّفوا الفرصة التي أتيحت لهم، واستثمروها أفضل ما يكون الاستثمار؟ كل ذلك لا بد أن يكون على لسان المستفيد، وعبر لقاءات إعلامية متواصلة. أكثر ما أخشاه ألا يكون لدينا معرفة، أو أية رصد لمن سأعتبرهم خريجي (حافز). حتماً سيخرج من هذا النظام شباب (الاستراحات)، وستخرج منه فتيات (الأسواق والحدائق والمنتزهات)، ستسفيد منه الفئة الطموحة، المتطلعة لبناء مستقبلها، التي تسير في حياتها بخطوات مدروسة ومتزنة؟
dr_alawees@hotmail.com