ومضة:
إن كان الكذب نجاة... فالصدق أنجى
كم هو جميل طعم الصدق، كم هو يحرر النفس وينعشها..
***
الكذب من الأدوات التي يحاول بها الإنسان التغلب على خوفه من شيء ما، وهو ضعف في الشخصية وعدم قدرة على المواجهة، وهو أيضاً مبرر للتخلص من الإحراج ودفاع عن النفس لإظهارها بمظهر لائق، وهو رعب من الحقيقة ونتائجها، ويُستخدم أحياناً للحصول على مصلحة ما... وهنا لا أعني الكذب الأبيض والأحمر والأصفر، فكله كذب بغض النظر عن كونه ملوناً أو بالأبيض والأسود، وكله مرفوضٌ شرعاً.
الكذب ملح الرجال، وأنا لا أكذب بل أتجمل... وغيرها من المقولات الشائعة، والتي يتذرع بها الرجال للكذب على زوجاتهم تثير تساؤلات كثيرة، فلماذا يكذب الرجل؟ ومتى يكذب؟ وما هي أساليبه في الكذب؟ وماهي دوافعه؟ وهل الكذب حكر على الرجال دون النساء؟..
هذه التساؤلات يجيب عنها الرجال، فمنهم من يقول: إن الكذب أفضل كثيراً من الوقوع في مأزق الجدال مع الزوجة، ومبرر للتنصل من المواقف المحرجة. وآخر يقول : بأن الكذب يحقن الكثير من المشاكل خاصة مع الزوجة ذات الطلبات الكثيرة دون مراعاة لمحدودية الإمكانات ، فانتظار الوعد أكثر متعة من الحصول عليه. وثالث يقول: تعليق الزوجة بحبال الوعود الوهمية والحقائق الفضفاضة وتخديرها أفضل بكثير من احتمال نكدها. والخامس يبرر فيقول: الكذب سلوك يتناسب مع الموقف ولا ضرر منه. أما الأخير فأجاب: حباني الله بزوجة سليمة الفكر، واسعة العقل، حسنة التصرف، متدينة المسلك، فلا أضطر للكذب أو الالتفاف على أي حقيقة.
أما عن كون الكذب حكراً على الرجال دون النساء، فقد كان ملخص الإجابات : أن النساء يجدن فن الكذب والحيلة والمكر، وأبسط مثال على ذلك إخفاء الأعمار بصبغ الشعر وتلوين الوجه بالمساحيق، ودموعهن واستعطافهن للحصول على طلب ما.
الكذب ملح الرجال، هكذا يقولون، ولكنني لا أعتقد أبداً أن هذه المقولة صحيحة، وأجزم بأنه يقلل من هيبة الرجل واحترامه، وإن كان الكذب ملح الرجال فهل هو سكر النساء!؟
وأخيراً، وختاماً لهذا المقال، أرى أن الإنسان (رجلاً أو امرأة) لابد أن يكون صادقاً مع نفسه قبل ان يصدق مع أي شخص آخر، وأننا لو رددنا كل أمورنا للشرع والدين لما تجرأنا وكذبنا حرصا على منظرنا اللائق أو مصلحتنا، في حين أن الله عز وجل هو الأجدر بأن يرانا في أحسن صورنا، فلا تجعلوا الله أهون الناظرين إليكم!
- الرياض