عبدالله بن حمد الحقيل:
هذا عنوان كتاب صدر حديثاً بعنوان (دائرة المعارف العربية في علوم الكتب والمكتبات والمعلومات) للدكتور شعبان عبد العزيز خليفة رئيس قِسْم المكتبات والمعلومات بجامعة القاهرة. الكتاب تعريف بدائرة المعارف العربية، التي تقع في نحو عشرة آلاف صفحة، وستقوم إحدى دور النشر بطباعتها موزَّعة على نحو خمسة عشر مجلداً. وتدور المواد التي تعالجها دائرة المعارف حول ألفَي مادة، تصل الموضوعات فيها إلى 60 % والمؤسسات 20 % والمنظمات، سواء الدولية أو الإقليمية أو الوطنية تبلغ نحواً من 10 %، وتصل مداخل الأفراد في دائرة المعارف إلى نحو 10 % أيضاً.
وقد قدم المؤلف كتابه، الذي يُعرِّف بدائرة المعارف التي ستصدرها الدار المصرية اللبنانية، قائلاً: العلماء يقولون إن نصف العلم تنظيمه، وأمناء المكتبات وأخصائيو المعلومات هم الذين يقومون بهذا التنظيم، ومن ثم فهم يقيمون نصف العلم، والعلماء يقيمون النصف الآخر.وأضاف: التقدم هو أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون. والمكتبات ونظم المعلومات هي التي تجمع مصادر العلم وتنظمها؛ وبالتالي فإنها توقفنا على آخر ما انتهى إليه الآخرون. ومن هنا فإن المكتبات وأخصائيي المعلومات هم أداة التقدم وعدته، ولا صلاح لبلد دون مكتبات ومراكز معلومات ودون أخصائيين قادرين على التعامل مع المعلومات اختزاناً واسترجاعاً وإفادة.وأشار المؤلف إلى أنه لكي تؤدي المكتبات ومراكز المعلومات وظائفها على النحو الأكمل، ولكي يقوم أمناء المكتبات وأخصائيو المعلومات بواجباتهم إزاء العلم والمعلومات، فلا بد لهم من أدوات مهنية تساعدهم في عملهم. ومن أهم تلك الأدوات دوائر المعارف المتخصصة التي تحوي كل المعلومات المتخصصة أو جُلّها، وتُعتبر المعين الأساسي لهم في كل ما يعن لهم من مشكلات واستفسارات. وقال الدكتور خليفة: أخذت على عاتقي منذ أكثر من عقدين من الزمان أن أقدم لمهنة المكتبات والمعلومات العربية بعض أدواتها. لقد حان الحين الآن للمكتبة العربية أن يكون لها دائرة معارف متخصصة، تلك الدائرة التي عرفتها المكتبة الغربية منذ الستينيات، وقد غزرت تلك الأداة هناك غزارة واضحة بين دوائر معارف أحادية المجلد إلى دوائر معارف متعددة المجلدات، خاصة في السنوات الأخيرة.وأوضح المؤلف أنه بذل جهد الطاقة لكي تأتي هذه الدائرة شاملة كاملة قدر الإمكان في الدوائر الأجنبية والإسلامية والعربية؛ حتى تسد الفراغ القائم في نسيج الأدوات اللازمة للمكتبة العربية، كما أرفق بكل مادة مهما صغرت ما تيسر من مصادرها.وبعد، فالكتاب إضافة وإبراز لدور دوائر المعارف؛ لما لها من دور حيوي في إثراء ميادين البحث والثقافة والمعرفة، وهي العنصر الفعّال والوعاء المعرفي في تحقيق وإثراء قاعدة المعرفة بالحياة الثقافية والفكرية والإنسانية؛ فدوائر المعارف مصادر ترشد إلى مختلف مجالات المعرفة مما يحتاج إليه الباحث والعالم والأديب، ووجود المصادر ودوائر المعارف سوف يسهم في توفير المعلومات التي ينشدها الباحثون بسهولة ويُسر.