يمثل النقل في الوقت الحاضر بكافة أنواعه شريان الحياة الاقتصادية في جميع دول العالم وبالذات النقل البري بأنواعه المختلفة (خاص وعام) والمقصود تنظيم سير المركبات داخل وبين المدن. ويسير على طرق المملكة ملايين المركبات مختلفة الأحجام والأغراض، مما جعل الحكومة تنفق وبسخاء على توفير الطرق المسفلتة السريعة وغير السريعة بمليارات الريالات.
هذه المركبات قيمتها أيضًا بالمليارات، والحوادث التي تنتج عنها تكلف المليارات أيضًا، إضافة إلى نحو 7000 قتيل عام 2011 حسب تصريح لسعادة اللواء سليمان العجلان (الشرق تاريخ 7-7-1433هـ) وأكثر من هذا العدد من المعاقين الذين يكلف علاجهم مبالغ طائلة تقدّر بمئات الملايين من الريالات.
لذلك فإن قطاع مرور هذه المركبات يخضع لنظام المرور الذي يُعدُّ من أحدث الأنظمة بالمملكة ويساير تطور أنظمة المرور الدولية. وقد صدر النظام الحالي في العام 1428هـ ولائحته التنفيذية بقرار من سمو وزير الداخلية في العام 1429هـ.
في ضوء المعلومات أعلاه، هل هذا النظام المتطور ولائحته التنفيذية في مستوى هذا الحدث المهم الذي يكلف الحكومة مليارات الريالات؟ وهل ثقافة قائدي المركبات تصل إلى مستوى هذا النظام المتطور؟
الإجابة على هذه الأسئلة. النظام كما ذكرت حديث وعلى مستوى عالٍ ويعالج كل المشكلات المتعلقة بالمركبات السائرة على الطرق بالمملكة. إلا أن المشكلة هي ثقافة قائدي المركبات فالمواطن والوافد، المتعلم وغير المتعلم، حيث إن سلوكياتهم ونقل معظمهم متدنية بل وتختلف عن سلوكياتهم خارج الوطن، حيث يحترمون أنظمة الدول الأخرى (السبب يحتاج إلى دراسة لسلوكيات المجتمع السعودي بصفة عامة).
فلو نظرنا إلى السلوكيات المرورية الحالية لبعض قائدي المركبات لوجدنا صورًا سلبية عديدة مكلفة إنسانيًا (موت أو عجز) وماليًا، بل مخالفة لآداب الطريق ولنظام المرور:
1. وقوف سيارات بعض الشباب في وسط الطريق وسد أكثر من نصف الطريق والسواليف غير مبالين بعرقلة السير خاصة داخل الأحياء وهذا مخالف للمادة 50 من نظام المرور. ولم نر معاقبة لمثل هؤلاء المخالفين.
2. قيام كثير (وبالذات من الشباب) بتظليل جميع زجاج السيارة بحيث لا يمكن معرفة من بداخل السيارات حتَّى في وضح النهار فما بالك بالليل وهذا طبعًا مخالف للنظام حسب المادَّة 19-1-50 . وازدهار محلات التظليل، فكيف لا نرى إزالة المخالفات وتوقيع العقوبات على المخالفين من أصحاب السيارات والمحلات التجارية.
3. التفحيط من مخالفات نظام المرور مادة 69 من المخالفات المميتة في بعض الأحيان إضافة إلى ما فيها من إزعاج تحتاج دراسة وإيجاد حلول لمعالجتها.
4. رمي المخلفات مخالفة حسب المادَّة 25-1-50 من المناظر المؤذية عندما ترى قائد مركبة أو مرافقه وقد فتح الشباك أو حتَّى الباب لرمي مخلفات أو البصق.
5. أيضًا المحادثة الهاتفية التي يندر ألا ترى في مشوارك اليومي من أن ترى العديد ممن يتكلمون بالهاتف وإشغال نفسه في المحادثة (وما جعل الله لرجل من قلبين).
6. عند التقاطعات لا يوجد احترام للوحات الوقوف وإعطاء الأولوية ولو انتظرت دهرًا لما وجدت من يعطيك الأفضلية بأولوية الوصول للتقاطع كما يحدث في الدول الأخرى.
والله الموفق؛؛؛
musallammisc@yahoo.com
*عضو جمعيتي الاقتصاد والإدارة السعودية