فاصلة:
(أن يرى المرء ذاته يعني أن يكون بعيد النظر)
- حكمة صينية -
أحياناً تبدو المشكلة ألا نعرف صورتنا لدى الآخر، لكن الوضع لدينا يبدو أكثر تعقيداً حين يتحد مع جهلنا نحن بصورتنا لدى أنفسنا في ظل ندرة الدراسات والبحوث التي تكشف عن الإنسان السعودي، من هو؟ وكيف هي سماته الاجتماعية؟
أن تعرف نفسك وتفهم مجتمعك فهذا يساعدك ذلك على التعاطي مع الآخر، وأن تعرف الآخر فهذا يساعدك على التفاعل معه، لكن أن تعرف كيف يراك الآخر فهذا يعني أن تفهمه أكثر وتفهم الصورة التي كوَّنها عنك، والتي تفسِّر سلوكه تجاهك.
من الجهل أن نكرر أنه لا يهمنا رأي الآخرين بنا؛ فهذا لا يصنف من باب الثقة بالنفس مثلاً، وإنما من باب الجهل بأهمية التواصل مع الآخر، خاصة المختلف، فالعالم الآن عبارة عن قرية صغيرة، والجميع محتاجون إلى التواصل والتفاعل على الأصعدة المختلفة كافة في مناحي الحياة.
أقول ذلك لأني قرأت خبراً صحفياً عن ثلاث أمريكيات عشن في السعودية، وكتبت كل واحدة منهن رواية عن مجتمعنا من خلال فن الرواية، ولو كنت مسؤولة في وزارة الثقافة والإعلام لحرصت على الاطلاع على هذه الروايات ونشرها؛ ففي داخلها رؤية عميقة للمجتمع، نحتاج إليها في ظل شح اهتمامنا بمثل استراتيجية كهذه، نستطيع من خلالها أن نتواصل بشكل أكثر وعياً.
«مملكة الغرباء»، «أطلالنا» و»مملكة الرجال» ثلاث روايات لنساء أمريكيات، كتبنها عن مجتمعنا بعدما عشن فيه، ومن هنا تأتي أهمية الاطلاع على هذا النتاج الأدبي من الناحية الاجتماعية؛ حيث إن عينهن ناقدة؛ لأنها ترى ما هو غير مألوف لديها، وبهذا سوف تكشف عن الكثير مما اعتدنا رؤياه فلم يعد يلفت انتباهنا، ولعل في معرفته ما يفهمنا بصورة واضحة مَنْ نحن.
nahedsb@hotmail.com