يقال إن (ساندرا مورفين) التي وصفت كخبيرة تجميل ذكرت عبر (التلفزيون الإيرلندي) أن جمال السعوديات لا يوجد له مثيل في العالم، وأنهن أي (السعوديات) يتفوّقن على الإسبانيات والإيطاليات والأوربيات (بشكل عام) بالملامح والجمال في لون الشعر والعينين.. إلخ وأنها اكتشفت ذلك من خلال حياتها في السعودية (سابقاً)!
هذه (الرواية النتّية) العلم عند الله بمدى صحتها رغم أنها وصلتني من أكثر من مصدر، ولكن أبرأ إلى الله من التدليس أو التغرير بطموح (أبو سروال وفانيلة) حتى لا يرسم (أحلاماً وردية) على الماء (فالحقيقة صادمة) أحياناً، خصوصاً بعد مطالبة إحدى الخبيرات السعوديات له عبر (الشاشة مؤخراً) بالاهتمام بزيه أكثر ليكون جاذباً من خلال برنامج (صباح العربية) وضحك الزميلة (سارة الدندراوي) على ذلك صباحاً..!
وحتى لا نظلم أحداً أو نبخس حقه، فمن الواضح أن هناك اهتماماً كبيراً من قبل (النساء الغربيات) بجمال وذوق (السعوديات) خصوصاً (المبتعثات)، وقد رصدت ذلك (غير صحيفة سعودية) سابقاً، حيث يسألن عادة السعوديات (بدهشة) عن حجابهن، وعن ألوان شعرهن وكيف يمكن تسريحه دون مساعدة خبيرة تجميل ويقودهن (الفضول) للنظر بشغف لاكتشاف أشياء جديدة عن (المرأة السعودية) وأسرار حجابها وحياتها..؟!
من الواضح أن هناك (قصوراً سابقاً) في تقديم صورة متكاملة وصحيحة عن ديننا ومجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا للآخرين، وأننا عجزنا عن (تسويق) أنفسنا وثقافتنا بشكل (جذاب) يجعلهم يتقبلون مظاهر التزامنا (بديننا وتقاليدنا) كجزء من حضارة وتقاليد توجبان الاحترام..!
المؤسف أن هذا العجز امتد (للأجانب) في بلادنا الذين خرجوا بصورة (مغايرة للحقيقة)، ولعل (الروايات الأمريكية) التي ألفتها (مقيمات سابقات) ونشرتها (إحدى الصحف) مؤخراً، أكبر دليل على عجزنا في إظهار الصورة الحقيقية عن قيمنا وعاداتنا السمحة..!
فالكاتبة الأمريكية (زوي فيراري) مثلاً عاشت في السعودية (سنة واحدة فقط) وألَّفت رواية (مملكة الغرباء) حول قصة (19 جثة) لنساء اكتشفن في الصحراء لخادمات من (إندونيسيا والفلبين وسيريلانكا) هربن من أصحاب العمل (كما تصف الرواية) بالإضافة إلى (فتاة سعودية) تصارع الموت لأن خطيبها معقد ملتزم بعادات صارمة من الإسلام..!
أما رواية (أطلالنا) التي ألّفتها (كيجا بارسينين) والمولودة في (الخبر) عندما كانت برفقة والدها الذي يعمل في (أرامكو) فقد كانت (أكثر اعتدالاً) لتتحدث عن تعدد الزوجات وتروي قصة (أمريكية) تزوجت بسعودي (كزوجة ثانية) دون علم زوجته الأولى لتقدم نوعاً من الدراما العائلية..!
وأخيراً كانت الروائية الأمريكية (كيم بارنز) والتي عاشت منذ (30 سنة بيننا) منصفة إلى حد ما في روايتها (مملكة الرجال)، حيث تصف الرجال العرب بأنهم (عقلانيون) بعكس ما يُشاع عنهم عند الغرب حتى باتت تتقبل العباءة والجو الحار وتقدّم (رواية رومنسية) بشكل مقبول عن الحياة في السعودية..!
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: كيف يمكن أن نساعد (آخرين) يعيشون بيننا اليوم أو يعيش بينهم بعض (أبنائنا وبناتنا) ليكتشفوا (الحقيقة عنا) بأنفسهم، حتى ينقلوها مجردة وبوضوح في رواياتهم وواقعهم..؟!
(فالحقيقة مجردة) هي ما نحتاجه اليوم (كأجمل) من يعرف بنا عند المجتمعات الأخرى..!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net
fj.sa@hotmail.com