تَبرَّجي يا جبالَ الشَّام، واحتفلي
فدولةُ الظُّلم لن تبقى إلى أجلِ
وارمي اليراعَ على (قاسيونَ) مُنْبلِجاً
رُدِّي عليه بياضَ الثَّلج والحُلَلِ
مواسمُ النَّصر أنوارٌ مُشَعْشِعَةٌ
والفجرُ من دُجُنَاتِ اللَّيلِ في شُعَلِ
صوتي إليكِ على وقعِ السنينِ صدىً
فصوتكِ السيفُ.. أنتِ الشَّام في المُقَلِ
في البالِ أنتِ ووهجٌ في جبينِ فتىً
قد راعهُ ما أصابَ الشَّام من عِلَلِ
كمْ غُصْتُ في بحركِ الصُّوفي يَسْحَرُني
شهدُ الكلامِ بياناً رقَّ في جُمَلِ
تَنهَّدَ الصَّوتُ لم يُشْرِقْ على وتَرٍ
تكسَّر العودُ، والعوَّادُ في شُغُلِ
حرائقٌ في تخومِ النَّفس كامنةٌ
من حولها غاضَ ماءُ النَّهر في وَجَلِ
دماءُ أطفالها تجري كما نهرٍ
ناح الحمامُ وأدمى أعين النُّجُلِ
ودمَّروا الدَّارَ. سدَّوا في السَّما أُفقاً
وأحرقوا الأرضَ كي تبقى بلا أملِ
هزَّتْ ضميرَ بني الدنيا جرائمُهُم
واستفحَل الظُّلم ألواناً بلا خجلِ
ابنُ الصبَّاح تعرَّى وارتدى مِلَلا
خناجرٌ من قلاع الموتِ في وَشَلِ
تُوَزِّعُ القتلَ في أرضِ الشَّام وما
قد جاءهُ أن صمت الأرضِ لن يَطُلِ
الوحشُ مغتصبٌ، والأختُ عاريةٌ
والطفلُ يُذْبَحُ ذبحَ الشَّاء والجَمَلِ
واليومَ تَرْعُدُ في الآفاقِ (عاربةٌ)
تبيعُنا حَنْضَلاً من سالفِ الخَطَلِ
ما همَّ.. والكونُ لا يأتي يُسَدِّدُها
ونحنُ من جرَّد الأرقامَ للدولِ
يا (حمصُ) عفوكِ إن صُمَّتْ مسامعُنا
ونلتِ منا عُقوقَ الأهل والخُوَلِ
ألستِ من حملَ الأحزانَ داميةً
تُمَرِّغين طغاةَ البغي في الوحلِ!؟
ألستِ من أسمعَ الدنيا بطولَتها
النَّصرُ آتٍ.. ومعقودٌ على الأسَلِ!؟
يا (قاسيونُ! ارتفعْ أنَّ الذُّرى وَهَنَتْ
مِنْ دونِ قامتِكَ الطغيانُ في السَّفَلِ
* ابن الصبَّاح: حسن بن الصبَّاح.. زعيم الفرق الباطنية: الحشاشين، القرامطة، المزدكية، أنشأ فرق الموت في عاصمته (قلعة الموت) يقوم باغتيال كل من يخالفه الرأي.. الغاية عنده تبرر الوسيلة. توفي عام 517هـ.. وطاغية الشام يستنسخ تاريخ أجداده المظلم.
k-khonin@hotmail.com