أسئلة كثيرة تعترض طريق الشباب (من الجنسين) وهم يستعدون لدخول (القفص الذهبي) وأثناء وبعد الزواج بفترة يسألون ويتسألون: متى.. وأين.. وكيف.. نبدأ بتثقيف أطفالنا حين نرزق بهم؟ مع أن المعلومة تؤكد أن ثقافة الأطفال تبدأ من البيت ومنذ (حمل الأم) به، فالمختصون في هذا المجال يؤكدون أن الطفل يحفظ صوت أمه وأبيه ومن يحيط به وهو في بطن أمه، فحاسة السمع لديه تعمل وهو في رحم أمه.
وحين نتكلم عن ثقافة الأطفال، فنحن نتحدث عن ثقافة بسيطة، وثقافة صعبة وشاقة.
أما الثقافة البسيطة فهي الثقافة والتي يتلقاها الطفل بشكل طبيعي دون أن يكون هناك أي عناء وتفكير أو يبذل أي جهد في سبيل الحصول على هذه الثقافة البسيطة، وتبدأ هذه الثقافة في المرحلة الدراسية الأولى في (الروضة) والسنوات الأولى من الابتدائي من (الأول حتى الثالث ابتدائي)، وفيها تبدأ حاسة الفهم الثقافي لدى الطفل في التعلم والتلقي كما عودوه والداه ومدرسوه.
ثم ينتقل الطفل من الثقافة البسيطة إلى الثقافة الصعبة والشاقة والتي تتطلب إدراك ومعرفة وجهد ووقت حتى يتحول الطفل من متلقٍ إلى مبدع ومثقف وموهوب. ولأن هذه الثقافة تصب فيها روافد كثيرة تصبح القضايا متعددة والمشاكل متشعبة، لدرجة تبدو المسألة (هلامية) لا نعرف من أين نمسك بها ومن أين ، ومتى نبدأ بها. هل نبدأ من الأسرة؟ أم من المدرسة؟ أم من الوسائل الإعلامية التي لها الدور الكبير في ثقافة الأطفال؟ وكيف نبدأ؟
هل نبدأ بتوعية الأسرة؟ أم نبدأ بتدريب المدرسين والمدرسات؟ أم باختيار وسائل الإعلام التي من خلالها يتم تثقيف الطفل؟ أم نبدأ في مراقبة الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) والصفحات الاجتماعية (الفيس بوك-التويتر-اليوتيوب وجوجل)؟ أم بكل ذلك معا؟ وهو رأي قد يوافق عليه الأغلبية، ولكن كيف نضمن أن تكون الأهداف هذه واضحة ومشتركة لجميع الأطراف التي تتعامل مع الأطفال، وأن تكون خطة العمل مثمرة وسائرة باتجاه واحد وهو(ثقافة الطفل)؟ علينا أولا أن نبحث عن أسئلة واقعية وتطبيقية وليس نظرية غير قابلة للتنفيذ.
هناك جملة من العوامل الاجتماعية والمادية التي تؤثر وتدخل في ثقافة وأدب الطفل، والذي يمكن تقسيمها إلى قسمين:
الاول:العوامل الاجتماعية وهي التي ترتبط بمفهوم الطفولة ومكانة الاطفال في المجتمع وطبيعة علاقة الراشدين بهم.
الثانية:العوامل المادية، وتشير إلى الظروف الواقعية المرتبطة بطبيعة التغير في المجتمع، وكيفية توظيف الموارد المادية المخصصة لتطوير ثقافة الطفل وأدبه.
ويدركنا الحديث هنا فنتوقف عند ثقافة الطفل وأدبه وآليات التطوير لنؤكد من جديد على كثافة الروافد التي تصب في ينابيع هذه الثقافة وهذا الأدب إلى فلذات أكبادنا، وهي التي تبدأ من المهد وتنتهي في اللحد!
-الرياض
farlimit@farlimit.com
الرياض