كتبت عدة مرات عن اللغة العربية واستخدامها، وما تعاني منه في أرض العروبة والإسلام، ومنذ المرة الأولى التي كتبت فيها إلى اليوم أشعر أن الأمر يزداد تفاقماً وسوءاً، وأن المشكلة تبدو وكأنما هي دون حل جذري قريب.
دفعني إلى هذا المقال ما نراه في أماكن كثيرة من محلات تجارية وخدمية تكتب على لوحاتها التعريفية أو الدعائية مسميات أجنبية بحروف عربية من مثل: ريلاكس، كوفي شوب، كوفي بوكس، بلاك هورك، إلى غير ذلك وهو كثير جداً.
وفي كل هذا مخالفة لأوامر سامية ولتوجيهات باستخدام اللغة العربية وعدم اللجوء إلى استخدام أي مسمى أجنبي غير الماركات، وحتى هذه لا بد من النظر فيها بما يؤدي إلى تعريبها.
إن الواضح جداً أن اللغة العربية تعاني انحداراً واسعاً في الاستعمال اليومي، فالعين تصطدم بمثل هذه اللوحات، والأذن تتلقى أصواتاً تتحدث بعربية مكسّرة أو بعربية ممزوجة بالأجنبية وعلى الأخص الإنجليزية.
إن الشعور بالأسى والحزن ينبع من أن هذه اللغة العظيمة تعاني في منبعها وقد سمعنا عن مشاريع كثيرة تصب في خانة مقاومة كل ما يسيء إلى اللغة العربية، غير أن الواقع يؤكّد عكس ذلك، فالاتجاه العام في صالح الإساءة إلى هذه اللغة.
إنها دعوة إلى الجهات ذات العلاقة من جامعات ومؤسسات أن تقوم بعمل جاد وليس دعائياً من أجل الحفاظ على العربية في أرضها وموطنها الأصلي قبل فوات الأوان.