دخلت الأجواء الدولية في حالة شبيهة بالحرب الباردة التي كانت سائدة في أواخر القرن العشرين بين المعسكر الغربي الرأسمالي والشرقي الشيوعي والاشتراكي وانقسم العالم إلى فريقين متخاصمين الغربي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية ومعها حلفاؤها من أوروبا الغربية والدول الأخرى المتحالفة مع هذا المعسكر، ومن جهة أخرى قوى معادية يمثلها الاتحاد السوفيتي وكل الدول التي تدور في فلك الشيوعية والاشتراكية في آسيا وأوروبا الشرقية واليوم أظهرت ثورة الشعب العربي السوري الشكل المصلحي الدولي لمعسكر مجابهاً لأهدافها دون فكر أيديولوجي سوى المنافع الشخصية لهذا الزعيم أو تلك الدولة.
زعيما الكرملين الجديدان - بوتين ومدفديف - يتزاحمان في التصريحات المؤيدة للنظام الظالم في دمشق ومده بجسر بحري وجوي بالأسلحة المتطورة لقتل شعبه الثائر ضد التسلط والقهر والفقر وتأييد هذا النظام الدكتاتوري الأسدي أعطى مؤشراً لتضامن القيادة الروسية الصينية ومعهم ملالي طهران بالمشاركة في الجريمة الشنعاء التي ينفذها جند النظام العلوي البعثي في دمشق ضد أبطال الثورة العربية السورية التي نادت بشعارات الحرية واحترام حقوق الانسان وتمتع المواطن السوري بكافة حقوقه المشروعة من احترام حقه في المشاركة في حكم بلاده والعيش في مجتمع حر في قراره السياسي لا أن يكون الحزب الواحد والوريث الواحد له صك ملكية القرار السياسي السوري محاطاً بعصابة تنفذ قراراته لاغتيال كل معارض لأفكاره ومخططاته التسلطية الأحادية.
مضى أكثر من العام على الثورة السلمية للشعب العربي السوري وهو يتلقى بصدره الأعزل صنوف الأسلحة الروسية الحديثة من طائرات ودبابات وأسلحة متخصصة تقتل الثوار بسامة ومتفجرة دون رحمة وانسانية بل تعدى أقسى صنوف الانتقال المجرم والشعب وقف في كل المدن السورية وأريافها صفاً واحداً يتحدى القمع الظالم من نظام خائف مرتبك قاس مع بلوغ شهداء جرائمه الآلاف.
وكثرت المطالبات الدولية ومعها الاجتماعات المتعددة لأصدقاء سوريا بتقديم المساعدات للمهاجرين من تسلط الأسد وجنوده وبعض القرارات الهزيلة في مجال المقاطعة الاقتصادية، أما إيقاف ذبح الشعب السوري فأوكل للمبعوث الأممي عنان ومجموعة من أفراد القوة الدولية والتي لم تستطع كسابقتها قوة المراقبة الموفدة من الجامعة العربية من القيام بمهامها، ولا يمكن ترك هذه الثورة السلمية التي حافظت على وحدتها وقوتها التأثيرية في صفوف الشعب العربي السوري هدفاً ثابتاً لأسلحة الأسد المتزايدة بعد قلقه من العزلة الدولية وتمسكه بالفيتو الروسي والموقف السلبي لقادة الصين والتأييد المصيري لملالي ايران.
وحان الوقت لوقف النزيف الدموي لهذه الثورة المباركة بالتعاون الدولي ممثلاً بقرار إلزامي من مجلس الأمن بالوقف الفوري للقصف الجوي وعودة الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدافع إلى ثكناتها وفرض حظر جوي على الفضاء السوري ومنح حرية الدفاع عن النفس بالتسليح للجيش السوري الحر والدفاع عن أفراده وحفظ أرواح وممتلكات المواطنين السوريين الأبرياء الذين نهبت وحرقت بيوتهم، وحماية أرواح الشعب الأعزل من هجمات عصابات الأسد من قناصة حزب الله اللبناني وميليشيات فيلق القدس الايراني ولاستخدامها للدفاع عن مبادىء الثورة العربية السورية!
وأتمنى أن تدرك القيادة الروسية بأن مصالحها المحدودة في سورياكقاعدة روسية في البحرالأبيض المتوسط تقابلها مصالحها الاقتصادية والسياسية في الوطن العربي بأجمعه والصين المتأثر موقفها السلبي من الثورة السورية نذكرها بأن بترول ايران لا يمكن أن يكفي طموحاتها الاقتصادية في الشرق العربي، أما ملالي ايران فإن التوسع المذهبي بالتحالف مع نظام الأسد سينتهي بإذن الله في اليوم الأول من رحيله ونظامه دون رجعة وإعلان دولة الثورة السورية الوطنية المظفرة!
عضو هيئة الصحفيين السعوديين - جمعية الاقتصاد السعودية