عندما أكتب أنا أكتب لذاتي..قبل أن أكتب للآخرين أنا أتنفس المعنى قبل كتابته ثم أزفره حروفا ثم أستدرج أفكاري لأبث رحيقها العذب ثم أرسم بريشة حرفي حنينا ينادي الكلمة وأنثر عباراتي على لوحة الأمل أنا عندما أكتب، أكتب بحب وأمل أكتب بتأن، وسحر أكتب بثقة وعدل لذلك أنا أكتب، واستمرت أمل بنثر عباراتها على الورق في لحظات سرقت من عمر الزمن قبل أن يداهمها حاملا طلباته ورغباته اللا متناهية، وبعد مضي وقت وجيز سمعت المفتاح يداعب الباب وفي لحظة كان يقف أمامها.
- أوه ماذا تفعلين هاه كالعادة تكتبين، مسكينة ومن سيقرأ كتاباتك هذه ألم أقل لك لا جدوى من عملك هذا أنت تضيعين الوقت.
- أتسمي الكتابة والكلمات المعبرة التي تحمل خبرة صاحبها على مدى الزمن لا جدوى منه، أه.. هزّ برأسه وابتعد ثم صعد الدرج..، وبعد لحظات كان عند مقعده المفضل على تلك الأريكة التي تتقدمها منضدة خشبية عريضة تحمل على صدرها بعضا من الصحف ما فتئ يطالعها صبحا أو مساء نادى بأعلى صوته فهرولت إليه تاركة أوراقها وبقايا الكلمات ظلت عالقة في الذهن تتأهب إلى معانقة الورق، لكن - نعم، نعم - أحضري شاي وشيئاً معه..
- نعم سأحضره حالاً، وما أن استدارت حتى قذف بطلب آخر ثم احضري حقيبتي التي في المكتب و، - أه نعم نعم سأفعل..عادت بعد لحظات وبيدها أكواب من الشاي وبعض من البسكويت أظن إنه بإمكاني أكمل موضوعي، اتجهت للذهاب إلى غرفتها لكنه ألحقها بطلب آخر:
- إليك بهذا الشماغ وأشار إليه، اغسليه، التقطته بسرعة وهرولت مبتعدة فسارع بقوله: - اغسليه الآن حتى أتمكن من لبسه بعد الصلاة فردت: نعم حالاً، لا تخف سينشف بسرعة، وما إن استدارت باتجاه غرفتها فقال: الآن اغسليه سأكمل لأني...، بتأفف: نعم ح حالا اوه، أعرفه لن يتركني سيشغل وقتي كله أوه، نعم سأكمل، إن شاء سأكمل ،، بعد لحظات وجيزة كانت تمسك بالقلم وبدأت تبحث عن حروفها لاستجمع ما علق في الذاكرة، وقتئذ طرق الباب ثم دخل: - أين حذائي الأسود - عندك في الخزانة - وأي خزانة - سأحضره لك، غادرت المكان وتحمل حروفها التي هرولت إليها، حينئذ ؛ بدأت تخطها بالذاكرة لتحفر لها خندقا عميقا تجمعها به، وتخزنها حتما يتهيأ لها رسمها على الورق تتجه مباشرة لذلك الخندق وتحفره وترد منه كل خواطرها الشاردة والمكتظة وحنينها الملتف حولها لتفردها حروفا معطرة بأنينها وشغفها وذكرياتها وأحلامها المتوقدة حقيقة تراها بعد حمل ثقيل وأمل قريب.
نورة عبدالعزيز العقيل