فقدنا قبل عدة أيام شخصاًعزيزاً يتميز بحسن الأخلاق وسمو النفس وسعة الثقافة. ألا وهو المرحوم بإذن الله تعالى الشيخ عبدالمحسن التويجري الذي رحل عن هذه الدنيا تاركاً فراغاً كبيراً يصعب ملؤه.
لقد تشرفت بالتعرف على الشيخ عبدالمحسن التويجري من خلال الصداقة التي جمعتني بأبنائه البررة محمد وجال ود. خالد ووليد وباسل وياسر ومازن. هؤلاء الأصدقاء الذين تربوا على القيم الفاضلة والمبادئ السامية التي غرسها فيهم والدهم رحمه الله تعالى.
هذه القيم والمبادئ تتمثل في الوسطية والتواضع ومحبة الناس والنصح لهم. وفي هؤلاء الأبناء الذين يحملون هذه القيم السامية عزاؤنا في فقد أبيهم المربي الفاضل. وكما يقول المثل: (من خلف ما مات)، فالشيخ عبدالمحسن رحمه الله نراه في أبنائه الذين يتمتعون باحترام الناس، وتقديرهم ومحبتهم.
لقد كانت علاقة الأب الفقيد بأبنائه علاقة صداقة حميمة، فكان يعاملهم معاملة الأصحاب المتوادين، ويشاركهم اهتماماتهم ويمازحهم، ويقضي معهم أوقات الفراغ. فكانت العلاقة بينه وبينهم علاقة محبة وصداقة واحترام. كما استمتع أصدقاء الأبناء (وأنا أحدهم) بصحبة الأب، والتحدث إليه، والاستفادة من نصحه، وأحاديثه التي كانت تخرج من القلب إلى القلب.
وليس من المستغرب أن نلحظ كثرة المعزين في وفاته الذين جاؤوا من كل حدب وصوب، ومن مختلف شرائح المجتمع، حيث حضر العزاء عدد من الأمراء والمشايخ وكبار المسؤولين في الدولة والمثقفين. وكل ذلك كان تعبيراً عن مكانة الشيخ عبدالمحسن التويجري رحمه الله.
ولا أنسى الإتيان على ذكر ما كان يتمتع به الفقيد من سعة ثقافة وقدرات كتابية عالية ساعدته على المساهمة في الحركة الثقافية في المملكة. وليس هذا غريباً من رجل تربى في بيت علم وفضل ودين.
نسأل الله تعالى أن يتغمد الشيخ عبدالمحسن التويجري بواسع رحمته، ويدخله فسيح جناته، ويجمعنا به في الفردوس الأعلى، وأن يلهم أهله وأبناءه ومحبيه الصبر والسلوان إنه سميع مجيب الدعوات.
منصور بن صالح الوابلي