ما تناقلته وسائل الإعلام عن ذلك الحادث المفجع للسيارة الكامري في أحد أحياء الرياض يوم الجمعة الموافق الرابع من شهر رجب شيء يندى له الجبين وتقشعر له الأبدان وتهتز له القلوب وتنزف قبل هذا وذاك لأجله الدموع من بين المحاجر. نعم إنها مصيبة لا يمكن تصورها ولا تخيلها حيث نتج عن تفحيط مجموعة من الشباب حادث شنيع لم نشاهده حتى في أفلام (الاكشن) التي تعرض حوادث يتم تصويرها من خلف كاميرات التصوير.
حادث راح ضحيته شباب في عمر الزهور وأصيب بسببه البعض إن لم يكن كل أولئك الشباب في تلك السيارة قد فارقوا الحياة تغمدهم الله بواسع رحمته. في أيام الاختبارات تكثر مثل هذه الممارسات من الشباب وسبق ان كتبت موضوعاً عن كثرة هذه الممارسات التي تقع أيام الاختبارات يروح ضحيتها شباب في عمر الزهور وكذلك تتسبب تلك الحوادث بإعاقات تكون مستديمة كالشلل الرباعي وغيره من الإعاقات المستديمة التي تسبب هدراً مالياً من خلال الاهتمام بتلك الفئة من المعوقين.
أعتقد أن مثل تلك المشاهد تعتبر من الأشياء التي تسيء لسمعتنا كشعب متعلم وصلنا أعلى مراتب العلم ونافسنا العالم بتطورات نفتخر بها. عودا على بدء أقول إن مثل هذه الممارسات لابد من تكثيف الجهود للحد منها قدر الإمكان بالتوعية والتثقيف للكل ليس الأبناء فقط بل الآباء والأمهات وكل من ولي مسؤولية رعية من الرعايا. قال - صلى الله عليه وسلم - (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) التوعية والتثقيف تلعب دوراً مهماً في ردع مثل هؤلاء الشباب عن مثل هذه الممارسات المميتة. علاوة على ذلك لنطبق أعلى درجات العقوبة عند القبض على من يقوم بهذه الممارسات الشنيعة لأننا بالحد من هذه الممارسات سوف نوفر ما مجموعه ثلاثين في المائة من أسرة المستشفيات بحسب إحصائية وزارة الصحة إضافة إلى الحفاظ على سلامة أبنائنا وسلامتنا من الموت ومنع الإعاقات التي كثرت للأسف وما كثرة مراكز التأهيل الشامل التي انتشرت في المجتمع إلا دليل على صحة كلامي، فقد أهدر ولا زال يهدر الكثير من الجهد والمال في سبيل رعاية من ابتلاهم الله بإعاقة دائمة اسأل الله لتلك الفئة من المسلمين أن يجمع الله لهم بين الأجر والعافية عاجلا غير اجل.
لقد اعتدت أن اصطحب ابني ذي الثماني سنوات كثيرا معي وعند مشاهدة مثل هذه الممارسات في أحد الشوارع اتصل برجال الأمن وابلغهم عن الموقع وعن تلك المخالفات لتحضر سيارة رجال المرور، والهدف من ذلك الحد من تلك الممارسات وكذلك وهو الأهم لأوصل رسالة إلى ابني ان مثل هذه الممارسات خطأ جملة وتفصيلا ولا يقبلها لا عقل ولا منطق ولا دين حتى أني اعتدت أن اجعل ابني من يقوم بعملية الاتصال والإبلاغ بعد أن أزوده بمعلومات عن اسم الشارع وبعض أرقام السيارات ليتولد لدى ابني فكرة ترسخ في أعماقه أن هذه الأعمال مشينة وخطأ مع الدعاء بأن يهدي الله ابني وجميع أبناء المسلمين. أسأل الله السلامة للجميع اللهم آمين.